صفحة جزء
10236 وعن سعد - يعني ابن أبي وقاص - قال : لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس إلا أربعة نفر وامرأتين ، وقال : " اقتلوهم ولو وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة : عكرمة بن أبي جهل ، وعبد الله بن خطل ، ومقيس بن صبابة ، [ ص: 169 ] وعبد الله بن سعد بن أبي سرح " .

فأما عبد الله بن خطل فأدرك وهو متعلق بأستار الكعبة ، فاستبق إليه سعيد بن حريث ، وعمار بن ياسر ، فسبق سعيد عمارا - وكان أشب الرجلين - فقتله .

وأما مقيس بن صبابة فأدركه رجل من السوق في السوق . وأما عكرمة فركب البحر فأصابتهم عاصف ، فقال أصحاب السفينة لأهل السفينة : أخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئا هاهنا ، فقال عكرمة : لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص ، ما ينجيني في البر غيره ، اللهم إن لك علي عهدا ، إن أنت عافيتني مما أنا فيه آتي محمدا فأضع يدي في يده فلأجدنه عفوا كريما ، قال : فجاء فأسلم . وذكر الحديث - قلت : رواه أبو داود وغيره باختصار - رواه أبو يعلى ، والبزار وزاد : فأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح ; فإنه أحنى عليه عثمان فلما دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس للبيعة ، جاء به حتى أوقفه على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول ، بايع عبد الله . فرفع رأسه ينظر إليه . كل ذلك يأبى ، فبايعه بعد ثلاث بأصابعه ، ثم أقبل فحمد الله وأثنى عليه وقال : " أما كان فيكم رجل رشيد ينظر إذ رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله ؟ " . قالوا : يا رسول الله ، لو أومأت إلينا بعينك ؟ قال : " فإنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين
" . ورجالهما ثقات .

قلت : ويأتي حديث سعيد بن يربوع بعد إن شاء الله مع أحاديث نحو هذا .

التالي السابق


الخدمات العلمية