صفحة جزء
قوله تعالى : الله يعلم ما تحمل كل أنثى والآيات بعدها .

11091 - عن ابن عباس أن أربد بن قيس بن جزي بن خالد بن جعفر بن كلاب وعامر بن الطفيل بن مالك قدما المدينة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانتهيا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس ، فجلسا بين يديه ، فقال عامر : يا محمد ، ما تجعل لي إن أسلمت ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم " . فقال عامر : أتجعل لي الأمر إن أسلمت من بعدك ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لك ما للمسلمين وعليك وما عليهم " . قال عامر : أتجعل لي الأمر إن أسلمت من بعدك ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم " . قال عامر : أتجعل لي الأمر إن أسلمت من بعدك ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ليس ذلك لك ولا لقومك ، ولكن لك أعنة الخيل " . فقال : أنا الآن على أعنة خيل نجد ، اجعل لي الوبر ولك المدر ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا " . فلما خرج أربد وعامر قال عامر : يا أربد ، إني أشغل عنك وجه محمد بالحديث فاضربه بالسيف فإن الناس إذا قتلته لم يزيدوا على أن يرضوا بالدية ويكرهوا الحرب ، فسنعطيهم الدية ، قال أربد : أفعل . قال : فأقبلا راجعين إليه ، فقال عامر : يا محمد ، قم معي أكلمك . فقام معه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخليا إلى الجدار ، ووقف معه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكلمه ، وسل أربد السيف ، فلما وضع يده على قائم السيف يبست على قائم السيف وأبطأ أربد على عامر بالضرب ، فالتفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأى ما يصنع فانصرف عنهما ، فلما خرج عامر وأربد من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مضيا حتى كانا بالحرة - حرة بني واقم - نزلا ، فخرج إليهما سعد بن معاذ وأسيد بن حضير فقال : اشخصا يا عدوي الله . فقال عامر : من هذا يا سعد ؟ قال : هذا أسيد بن حضير الكاتب . فخرجا حتى [ ص: 42 ] إذا كان بالرقم أرسل الله على أربد صاعقة فقتلته ، وخرج عامر حتى إذا كان بالخريم أرسل الله عليه قرحة فأخذته ، فأدركه الليل في بيت امرأة من بني سلول ، فجعل يمس القرحة بيده ويقول : غدة كغدة الجمل في بيت سلولية ، يرغب أن يموت في بيتها ، ثم ركب فرسه فأركضه حتى مات عليه راجعا ، فأنزل الله فيهما الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد إلى قوله : ( وما لهم من دونه من وال ) قال : المعقبات من أمر الله يحفظون محمدا - صلى الله عليه وسلم - ثم ذكر أربد وما قتله فقال : هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا إلى قوله : ( وهو شديد المحال ) . رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه ، إلا أنه قال : فلما قفا من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال عامر : أما والله لأملأنها عليك خيلا ورجالا . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يمنعك الله " . وفي إسنادهما عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف . 11092 - وعن أنس قال : بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا من أصحابه إلى رجل من عظماء الجاهلية يدعوه إلى الله - تبارك وتعالى - فقال : أيش ربك الذي تدعوني ؟ من حديد هو ؟ من نحاس هو ؟ من فضة هو ؟ من ذهب هو ؟ فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره ، فأعاده النبي - صلى الله عليه وسلم - الثانية ، فقال مثل ذلك ، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره ، فأرسل إليه الثالثة ، فقال مثل ذلك ، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله - تبارك وتعالى - قد أنزل على صاحبك صاعقة فأحرقته " . فنزلت هذه الآية ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال . رواه أبو يعلى والبزار بنحوه ، إلا أنه قال : إلى رجل من فراعنة العرب . وقال الصحابي فيه : يا رسول الله ، إنه أعتى من ذلك ، وقال : فرجع إليه الثالثة ، قال : فأعاد عليه ذلك الكلام ، فبينا هو يكلمه إذ بعث الله سحابة حيال رأسه فرعدت ، فوقعت منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه . وبنحو هذا رواه الطبراني في الأوسط ، وقال : فرعدت وأبرقت ، ورجال البزار رجال الصحيح ، غير ديلم بن غزوان وهو ثقة ، وفي رجال أبي يعلى والطبراني علي بن أبي سارة وهو ضعيف .

التالي السابق


الخدمات العلمية