صفحة جزء
11176 وعن سعد بن أبي وقاص قال : مررت بعثمان بن عفان في المسجد فسلمت عليه ، فملأ عينيه مني ثم لم يرد علي السلام ، فأتيت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فقلت : يا أمير المؤمنين ، هل حدث في الإسلام شيء ؟ مرتين ، قال : [ لا ] وما ذاك ؟ قلت : لا ، إلا أني مررت بعثمان آنفا في المسجد فسلمت عليه ، فملأ عينيه مني ثم لم يرد علي السلام ، قال : فأرسل عمر إلى عثمان فدعاه ، فقال : ما منعك ألا تكون رددت على أخيك السلام ؟ قال عثمان : ما فعلت ؟ قلت : بلى ، قال : حتى حلف وحلفت ، قال : ثم إن عثمان ذكر فقال : بلى وأستغفر الله وأتوب إليه ، إنك مررت بي آنفا وأنا أحدث نفسي بكلمة سمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والله ما ذكرتها قط إلا تغشى بصري وقلبي غشاوة ، قال سعد : فأنا أنبئك بها ، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر لنا أول دعوة ، ثم جاءه أعرابي فشغله حتى قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتبعته حتى أشفقت أن يسبقني إلى منزله ضربت بقدمي الأرض ، فالتفت إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " من هذا ؟ أبو إسحاق " ، قلت : نعم يا رسول الله ، قال : " فمه ؟ " ، قلت : لا والله ، إلا أنك ذكرت لنا أول دعوة ثم جاءك هذا الأعرابي فشغلك ، قال : " نعم ، دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فإنه لن يدعو بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له " . قلت : روى الترمذي طرفا من آخره . رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح ، غير إبراهيم بن محمد بن سعد بن أبي وقاص وهو ثقة .

التالي السابق


الخدمات العلمية