صفحة جزء
11836 وعن عمرو بن شعيب قال : كنت عند سعيد بن المسيب جالسا ، فسمع رجلا يقول : قدر الله كل شيء ما خلا الأعمال ، فقال : فوالله ما رأيت سعيد بن المسيب غضب غضبا أشد منه حتى هم بالقيام ، ثم سكن ، فقال : تكلموا به ، أما والله لقد سمعت فيهم حديثا كفاهم به شرا ، ويحهم لو يعلمون ، فقلت : يرحمك الله يا أبا محمد ، ما هو ؟ قال : فنظر إلي وقد سكن بعض غضبه ، فقال : حدثني رافع بن خديج أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " يكون قوم في أمتي يكفرون بالله وبالقرآن وهم لا يشعرون كما كفرت اليهود والنصارى " ، قال : قلت : جعلت فداك يا رسول الله ، وكيف ذاك ؟ قال : " يقرون ببعض القدر ويكفرون ببعضه " ، قال : قلت : [ ثم ] ما يقولون ؟ قال : " يقولون : الخير من الله والشر من إبليس ، فيقرون على ذلك كتاب الله ويكفرون بالقرآن بعد الإيمان والمعرفة ، فما تلقى أمتي منهم من العداوة والبغضاء والجدال ، أولئك زنادقة هذه الأمة في زمانهم ، يكون ظلم السلطان فيا له من ظلم وحيف وأثرة ، ثم يبعث الله - عز وجل - عليهم طاعونا فيفني عامتهم ، ثم يكون الخسف ، فما أقل من ينجو منهم ، المؤمن يومئذ قليل فرحه شديد غمه ، ثم يكون المسخ فيمسخ الله - عز وجل - عامة أولئك قردة وخنازير ، ثم يخرج الدجال على أثر ذلك قريبا " ، ثم بكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بكينا لبكائه [ ص: 198 ] فقلنا : ما يبكيك ؟ فقال : " رحمة لهم الأشقياء لأن فيهم المتعبد ومنهم المتهجد ، ومع أنهم ليسوا بأول من سبق إلى هذا القول وضاق بحمله ذرعا ، إن عامة من هلك من بني إسرائيل بالتكذيب بالقدر " ، قلت : جعلت فداك يا رسول الله ، فقل لي كيف الإيمان بالقدر ؟ قال : " تؤمن بالله وحده ، وأنه لا يملك معه [ أحد ] ضرا ولا نفعا ، وتؤمن بالجنة والنار ، وتعلم أن الله خالقهما قبل خلق الخلق ، ثم خلق خلقه فجعل من شاء منهم إلى الجنة ومن شاء منهم للنار عدلا ذلك منه ، وكل يعمل لما فرغ له منه وهو صائر لما فرغ منه " ، فقلت : صدق الله ورسوله .

رواه الطبراني بأسانيد في أحسنها ابن لهيعة وهو لين الحديث .

التالي السابق


الخدمات العلمية