صفحة جزء
12560 - وعن جابر بن عبد الله أنه قال : إن امرأة من اليهود بالمدينة ولدت غلاما ممسوحة عينه ، طالعة ناتئة ، فأشفق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يكون الدجال ، فوجده تحت قطيفة يهمهم ، فآذنته أمه ، فقالت : يا عبد الله ، هذا أبو القاسم قد جاء ، فاخرج إليه . فخرج من القطيفة ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما لها قاتلها الله ؟ لو تركته لبين . ثم قال : " يا ابن صياد ما ترى ؟ " . قال : أرى حقا ، وأرى باطلا ، وأرى عرشا على الماء ، فلبس عليه ، فقال : " أتشهد أني رسول الله ؟ " . فقال هو : أتشهد أني رسول الله ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " آمنت بالله ورسله " . ثم خرج وتركه ، ثم أتاه مرة أخرى ، فوجده في نخل له يهمهم ، فآذنته أمه ، فقالت : يا عبد الله ، هذا أبو القاسم قد جاء ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما لها قاتلها الله ؟ لو تركته لبين " . فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب أن يسمع من كلامه شيئا ، فيعلم أهو هو أم لا ، قال : " يا ابن صياد ما ترى ؟ " . قال هو : أتشهد أني رسول الله ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " آمنت بالله ورسله " . فلبس عليه ، فخرج وتركه .

ثم جاء في الثالثة أو الرابعة ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ، في نفر من المهاجرين والأنصار وأنا معه ، قال : فبادر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أيدينا ، رجاء أن يسمع من كلامه شيئا ، فسبقته أمه ، فقالت : يا عبد الله ، هذا أبو القاسم قد جاء ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما لها قاتلها الله ؟ لو تركته لبين " . فقال : " يا ابن صياد ، ما ترى ؟ " . فقال : أرى حقا ، وأرى باطلا ، وأرى عرشا على الماء ، قال : " أتشهد أني رسول الله ؟ " . قال هو : أتشهد أنت أني رسول الله ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " آمنت بالله ورسله " . فلبس عليه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا ابن صياد ، إني قد خبأت لك خبيئا ، فقال : هو الدخ . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اخسأ ، اخسأ " . فقال عمر بن الخطاب : ائذن لي يا رسول الله . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن يكن هو فلست صاحبه ، إنما صاحبه عيسى بن مريم ، وإلا يكن هو فليس لك [ ص: 4 ] أن تقتل رجلا من أهل العهد " . قال : فلم يزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مستيقنا أنه الدجال
. رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح .

التالي السابق


الخدمات العلمية