صفحة جزء
33 - 97 - باب في سلامة الصدر من الغش والحسد

13048 - عن أنس بن مالك قال : كنا جلوسا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال :

" يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة " . فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه ، وقد تعلق نعليه بيده الشمال .

فلما كان الغد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل ذلك ، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى .

فلما كان اليوم الثالث قال النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل مقالته أيضا ، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى .

فلما قام النبي - صلى الله عليه وسلم - تبعه عبد الله بن عمرو فقال : إني لاحيت أبي ، فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثا ، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي فعلت ؟ قال : نعم .

قال أنس : فكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الثلاث الليالي ، فلم يره يقوم من الليل شيئا ، غير أنه إذا تعار تقلب على فراشه ، ذكر الله عز وجل ، وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر .

قال عبد الله : غير أني لم أسمعه يقول [ ص: 79 ] إلا خيرا . فلما مضت الثلاث الليالي ، وكدت أن أحتقر عمله قلت : يا عبد الله ، لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجرة ، ولكني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لنا ثلاث مرات : "
يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " . فطلعت أنت الثلاث المرات ، فأردت أن آوي إليك ، فأنظر ما عملك فأقتدي بك ، فلم أرك عملت كثير عمل ، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ما هو إلا ما رأيت . قال : فلما وليت دعاني فقال : ما هو إلا ما رأيت ، غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا ، ولا أحسد أحدا على خير أعطاه الله إياه . فقال عبد الله : هذه التي بلغت بك ، وهي التي لا نطيق .

رواه أحمد والبزار بنحوه .

غير أنه قال : فطلع سعد ، بدل قوله : فطلع رجل . وقال في آخره : فقال سعد : ما هو إلا ما رأيت يا ابن أخي ، إلا أني لم أبت ضاغنا على مسلم
، أو كلمة نحوها .

ورجال أحمد رجال الصحيح ، وكذلك أحد إسنادي البزار ، إلا أن سياق الحديث لابن لهيعة .

التالي السابق


الخدمات العلمية