صفحة جزء
13412 - وعن النعمان بن بشير أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر الرقيم قال : " إن ثلاثة نفر كانوا في كهف ، فوقع الجبل على باب الكهف فأوصد عليهم . قال قائل منهم : تذكروا أيكم عمل حسنة ، لعل الله عز وجل برحمته يرحمنا . فقال رجل منهم : قد عملت حسنة مرة [ ص: 141 ] كان لي أجراء يعملون ، فجاءني عمال لي استأجرت كل رجل منهم بأجر معلوم ، فجاءني رجل ذات يوم نصف النهار ، فاستأجرته بشرط أصحابه ، فعمل في بقية نهاره كما عمل رجل منهم في نهاره كله ، فرأيت علي في الذمام أن لا أنقصه مما استأجرت به أصحابه ، لما جهد في عمله . فقال رجل منهم : تعطي هذا مثل ما أعطيتني ؟ فقلت : يا عبد الله ، لم أبخسك [شيئا] من شرطك ، وإنما هو مالي أحكم بما شئت . قال : فغضب وذهب وترك أجره ، قال : فوضعت حقه في جانب البيت ما شاء الله ، ثم مر بي بقر ، فاشتريت به فصيلة من البقر ، فبلغت ما شاء الله ، فمر بي بعد حين شيخ ضعيف لا أعرفه فقال : إن لي عندك حقا ، فذكرنيه حتى عرفته فقلت : إياك أبغي ، هذا حقك ، فعرضتها عليه جميعا ، قال : يا عبد الله ، لا تسخر بي ، إن لم تصدق علي فأعطني حقي . قال : والله ما أسخر بك ، إنها لحقك ، ما لي منها شيء . فدفعتها إليه جميعا ، اللهم إن كنت لا تعلم فعلت ذلك لوجهك فافرج عنا . قال : فانصدع الجبل [حتى رأوا منه] وأبصروا . قال آخر : قد عملت حسنة مرة ، كان لي فضل فأصابت الناس شدة ، فجاءتني امرأة تطلب مني معروفا ، فقلت : والله ما هو دون نفسك . فأبت علي ، فذهبت ثم رجعت ، فذكرتني بالله فأبيت عليها وقلت : لا والله ، ما هو دون نفسك . فأبت علي وذهبت ، فذكرت ذلك لزوجها ، فقال لها : أعطيه نفسك وأغني عيالك . فرجعت إلي فناشدتني بالله ، فأبيت عليها وقلت : والله ما هو دون نفسك . فلما رأت ذلك أسلمت [إلي] نفسها ، فلما تكشفتها وهممت بها ، ارتعدت من تحتي ، فقلت لها : ما شأنك ؟ قالت : أخاف الله رب العالمين . فقلت لها : خفتيه في الشدة ، ولم أخفه في الرخاء ؟ فتركتها وأعطيتها ما يحق علي مما تكشفتها . اللهم إن كنت تعلم إن ذلك لوجهك فافرج عنا . فانصدع الجبل حتى عرفوا وتبين لهم . وقال الآخر : قد عملت حسنة مرة ، كان لي أبوان شيخان كبيران ، وكانت لي غنم فكنت أطعم أبوي وأسقيهما ، ثم رجعت إلى غنمي قال : فأصابني يوما غيث ، فحبسني ، فلم أبرح حتى أمسيت ، فأتيت أهلي ، فأخذت محلبي ، فحلبت وغنمي قائمة ، فمضيت إلى أبوي فوجدتهما قد ناما ، فشق علي أن أوقظهما ، وشق علي أن أترك غنمي فما برحت جالسا ومحلبي على يدي حتى أيقظهما الصبح ، فسقيتهما ، اللهم [ ص: 142 ] إن كنت فعلت ذلك لوجهك فافرج عنا " . قال النعمان : لكأني أسمع هذه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " الجبل طاق ففرج الله عنهم فخرجوا " . رواه أحمد والطبراني في الأوسط والكبير . والبزار بنحوه من طرق ، ورجال أحمد ثقات .

التالي السابق


الخدمات العلمية