صفحة جزء
14106 وعن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جهز جيشا إلى المشركين فيهم أبو بكر وعمر ، أمرهما والناس كلهم قال لهم : " أجدوا السير ; فإن بينكم وبين المشركين ماء ، إن سبق المشركون إلى ذلك الماء شق على الناس ، وعطشتم عطشا شديدا أنتم ودوابكم وركابكم " . وتخلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ثمانية هو تاسعهم ، فقال لأصحابه : " هل لكم أن نعرس قليلا ثم نلحق بالناس ؟ " . قالوا : نعم يا رسول الله ، فعرسوا فما أيقظهم إلا حر الشمس . فاستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه فقال لهم : " قوموا واقضوا حاجتكم " . ففعلوا ثم رجعوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم . فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " هل مع أحد منكم ماء ؟ " . قال رجل منهم : يا رسول الله ، ميضأة فيها شيء من ماء . قال : " جئ بها " . فجاء بها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمسحها بكفيه ، ودعا بالبركة ثم قال لأصحابه : " تعالوا فتوضئوا " . فجاءوا فجعل يصب عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى توضئوا ، وأذن رجل منهم وأقام . قال : فصلى بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال لصاحب الميضأة : " ازدهر [ ص: 301 ] بميضأتك فسيكون لها نبأ " . فركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه قبل الناس ، فقال لأصحابه : " ما ترون الناس فعلوا ؟ " . قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : " إن فيهم أبا بكر وعمر وسيرشدان الناس " . فقدم الناس وقد سبق المشركون إلى ذلك الماء فشق على الناس وعطشوا عطشا شديدا ، وركابهم ودوابهم ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أين صاحب الميضأة ؟ " . قال : ها هو ذا يا رسول الله ، قال : جئ بميضأتك فجاء بها وفيها شيء من ماء فقال لهم كلهم : " تعالوا فاشربوا " . فجعل يصب لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى شربوا كلهم ، وسقوا دوابهم وركابهم ، وملئوا كل إداوة وقربة ومزادة ، ثم نهض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى المشركين . فبعث الله ريحا فضربت وجوه المشركين ، وأنزل الله تبارك وتعالى نصره ، وأمكن من أدبارهم ، فقتلوا منهم مقتلة عظيمة ، وأسروا أسرى كثيرة ، واستاقوا غنائم كثيرة ، ورجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس وافرين صالحين . رواه أبو يعلى ، وفيه سعيد بن سليم الضبي وثقه ابن حبان وقال : يخطئ ، وضعفه غيره ، وبقية رجاله رجال الصحيح .

التالي السابق


الخدمات العلمية