صفحة جزء
36 - 58 - 3 - ( باب تخييره - صلى الله عليه وسلم - بين الدنيا والآخرة )

14247 - عن أبي مويهبة - مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من جوف الليل فقال : " يا أبا مويهبة ، إني قد أمرت أن أستغفر لأهل البقيع ، فانطلق معي " . فانطلقت معه ، فلما وقف بين أظهرهم قال : " السلام عليكم يا أهل المقابر ، ليهنكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه ، لو تعلمون ما نجاكم الله منه : أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ، يتبع آخرها أولها ، الآخرة شر من الأولى " . ثم أقبل علي ، فقال : " يا أبا مويهبة ، إني قد أوتيت مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ، ثم الجنة ، وخيرت بين ذلك ، وبين لقاء ربي - عز وجل - والجنة " . قال : قلت : بأبي أنت وأمي ، فخذ مفاتيح الدنيا والخلد فيها ، ثم الجنة . قال : " لا والله يا أبا مويهبة ، لقد اخترت لقاء ربي ، ثم الجنة " .

ثم استغفر لأهل البقيع ، ثم انصرف . فبدأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وجعه الذي قبضه الله - عز وجل - حين أصبح .

14248 - وفي رواية عنه أيضا قال : أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يصلي على أهل البقيع ، فصلى عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرات ، فلما كانت الثالثة قال : " يا أبا مويهبة ، أسرج لي دابتي " . قال : فركب ومشيت حتى انتهى إليهم ، فنزل عن دابته ، وأمسكت الدابة
. قلت : فذكر نحوه .

رواه أحمد والطبراني بإسنادين ، ورجال أحدهما ثقات ، إلا أن الإسناد الأول : عن عبيد بن جبير ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، عن أبي مويهبة ، والثاني : عن عبيد بن جبير ، عن أبي مويهبة .

التالي السابق


الخدمات العلمية