صفحة جزء
36 - 59 - 2 - باب .

14252 - عن الفضل بن العباس قال : جاءني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرجت إليه ، فوجدته موعوكا ، قد عصب رأسه قال : " خذ بيدي يا فضل " . فأخذت بيده حتى انتهى [ ص: 26 ] إلى المنبر ، فجلس عليه ، ثم قال : " صح في الناس " . فصحت في الناس فاجتمع ناس ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : " يا أيها الناس ، إني قد دنا مني حقوق من بين أظهركم ; فمن كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليستقد منه ، ألا ومن كنت قد شتمت له عرضا فهذا عرضي فليستقد منه ، ومن كنت أخذت له مالا فهذا مالي فليستقد منه ، لا يقولن رجل : إني أخشى الشحناء من قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألا وإن الشحناء ليست من طبيعتي ولا من شأني ، ألا وإن أحبكم إلي من أخذ حقا إن كان له ، أو حللني ، فلقيت الله وأنا طيب النفس ، ألا وإني لا أرى ذلك مغنيا عني حتى أقوم فيكم مرارا " . ثم نزل فصلى الظهر ، ثم عاد إلى المنبر ، فعاد لمقالته في الشحناء أو غيرها ، ثم قال : " يا أيها الناس ، من كان عنده شيء فليرده ، ولا يقل : فضوح الدنيا ، ألا وإن فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة " . فقام إليه رجل فقال : يا رسول الله ، إن لي عندك ثلاثة دراهم . قال : " أما إنا لا نكذب قائلا ، ولا نستحلفه ، فبم صارت لك عندي ؟ " . قال : تذكر يوم مر بك مسكين فأمرتني أن أدفعها إليه ؟ فقال : " ادفعها إليه يا فضل " . ثم قام إليه رجل آخر قال : عندي ثلاثة دراهم غللتها في سبيل الله . قال : " ولم غللتها ؟ " . قال : كنت محتاجا إليها . قال : " خذها يا فضل " . ثم قال : " أيها الناس ، من خشي من نفسه شيئا فليقم أدع له " . فقام رجل فقال : يا رسول الله ، والله إني لكذاب ، وإني لمنافق ، وإني لنؤوم ؟ قال : " اللهم ارزقه صدقا ، وإيمانا ، وأذهب عنه النوم إذا أراد " . ثم قام آخر فقال : يا رسول الله ، إني لكذاب ، وإني لمنافق ، وما من شيء من الأشياء إلا وقد أتيته ! فقال له عمر : يا هذا فضحت نفسك ! قال : " مه يا ابن الخطاب ، فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة " . ثم قال : " اللهم ارزقه صدقا ، وإيمانا ، وصير أمره إلى خير " .

فكلمهم عمر بكلمة ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " عمر معي ، وأنا معه ، والحق بعدي مع عمر حيث كان "
.

رواه الطبراني في الكبير والأوسط ، وأبو يعلى بنحوه ، وقال في آخره : فقام رجل ، فقال : يا رسول الله ، إني رجل جبان ، كثير النوم . قال : فدعا له . قال الفضل : فلقد رأيته أشجعنا ، وأقلنا نوما . قال : ثم أتى بيت عائشة ، فقال للنساء مثل ما قال للرجال ، ثم قال : " ومن غلب عليه شيء فليسألنا ندع له " . قال : فأومأت امرأة إلى لسانها قال : فدعا لها . قال : فلربما قالت لي : يا عائشة ، أحسني صلاتك .

وفي إسناد أبي يعلى عطاء بن مسلم ، وثقه ابن حبان وغيره ، وضعفه جماعة ، وبقية رجال أبي يعلى ثقات ، وفي إسناد الطبراني من لم أعرفهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية