صفحة جزء
14333 وعن محمد بن عقيل قال : خطبنا علي بن أبي طالب ، فقال : أيها الناس ، أخبروني من أشجع الناس ؟ قالوا : [ ص: 47 ] - أو قال : - قلنا : أنت يا أمير المؤمنين . قال : أما إني ما بارزت أحدا إلا انتصفت منه ، ولكن أخبروني بأشجع الناس . قالوا : لا نعلم ، فمن ؟ قال : أبو بكر ، إنه لما كان يوم بدر ، جعلنا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - عريشا ، فقلنا : من يكون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لئلا يهوي إليه أحد من المشركين ؟ فوالله ما دنا منه أحد إلا أبو بكر شاهرا بالسيف على رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يهوي إليه أحد إلا أهوى إليه ; فهذا أشجع الناس . فقال علي : ولقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخذته قريش ، فهذا نحاه وهذا يتلتله ، وهم يقولون : أنت الذي جعلت الآلهة إلها واحدا ؟ قال : فوالله ما دنا منا أحد إلا أبو بكر ، يضرب هذا ، ويحار ويتلتل هذا ، وهو يقول : ويلكم ! أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ؟ ثم رفع علي بردة كانت عليه ، ثم بكى حتى اخضلت لحيته ، ثم قال علي : أنشدكم الله أمؤمن آل فرعون خير أم أبو بكر ؟ فسكت القوم فقال : ألا تجيبوني ؟ فوالله لساعة من أبي بكر خير من مثل مؤمن آل فرعون ، ذاك رجل كتم إيمانه ، وهذا رجل أعلن إيمانه .

رواه البزار ، وفيه من لم أعرفه .

التالي السابق


الخدمات العلمية