صفحة جزء
15210 وعن أنس بن مالك قال : جاء أبو بكر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقعد بين يديه ، فقال : يا رسول الله ، قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام ، وأني ، وأني . قال : " وما ذاك ؟ " . قال : تزوجني فاطمة ؟ فسكت عنه - أو قال : فأعرض عنه - فرجع أبو بكر إلى عمر ، فقال : هلكت وأهلكت ، قال : وما ذاك ؟ قال : خطبت فاطمة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأعرض عني قال : مكانك حتى آتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فأطلب مثل الذي طلبت فأتى عمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقعد بين يديه ، فقال : يا رسول الله ، قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام ، وأني ، وأني . قال : " وما ذاك ؟ " . قال : تزوجني فاطمة ؟ فأعرض ، فرجع عمر إلى أبي بكر فقال : إنه ينتظر أمر الله فيها ، انطلق بنا إلى علي حتى نأمره أن يطلب مثل الذي طلبنا ، قال علي : فأتياني وأنا في سبيل ، فقالا : بنت عمك تخطب ، فنبهاني لأمر ، فقمت أجر ردائي طرفا على عاتقي وطرفا آخر في الأرض ، حتى أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقعدت بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : يا رسول الله ، قد علمت قدمي في الإسلام ومناصحتي ، وأني ، وأني . قال : " وما ذاك يا علي ؟ " . قلت : تزوجني فاطمة ؟ قال : " وما عندك ؟ " . قلت : فرسي وبدني - يعني : درعي - قال : " أما فرسك فلا بد لك منه ، وأما بدنك فبعها " . فبعتها بأربع مائة وثمانين درهما ، فأتيت بها النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضعتها في حجره ، فقبض منها قبضة ، فقال : " يا بلال ، ابغنا بها طيبا " . وأمرهم أن يجهزوها ، فجعل لها سريرا مشرطا بالشريط ، ووسادة من أدم حشوها ليف ، وملأ البيت كثيبا - يعني رملا - وقال : " إذا أتتك فلا تحدث شيئا حتى آتيك " . فجاءت مع أم أيمن ، فقعدت في جانب البيت وأنا في جانب ، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : " أهاهنا أخي ؟ " . فقالت أم أيمن : أخوك وقد زوجته ابنتك ؟ ! فقال لفاطمة : " ائتيني بماء " . فقامت إلى قعب في البيت فجعلت فيه ماء فأتته به ، فمج فيه ، ثم قال لها : " قومي " . فنضح بين ثدييها وعلى رأسها ، ثم قال : " اللهم أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم " .

[ ثم قال : أدبري ، فأدبرت فنضح بين كتفيها ، ثم قال : " اللهم إني أعيذها وذريتها من الشيطان الرجيم ] ، ثم قال : " ائتيني بماء " . فعلمت الذي يريده ، فملأت القعب ماء فأتيته به ، فأخذ منه بفيه ، ثم مجه فيه ، ثم صب على رأسي وبين يدي ، ثم قال : " اللهم إني أعيذه [ ص: 206 ] بك وذريته من الشيطان الرجيم " . ثم قال : " ادخل على أهلك باسم الله والبركة
" . رواه الطبراني ، وفيه يحيى بن يعلى الأسلمي ، وهو ضعيف .

التالي السابق


الخدمات العلمية