صفحة جزء
15231 وعن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قدم مكة خرجت ابنته زينب من مكة مع كنانة - أو ابن كنانة - فخرجوا في طلبها ، فأدركها هبار بن الأسود ، فلم يزل يطعن بعيرها برمحه حتى صرعها ، وألقت ما في بطنها ، فتحملت ، واشتجر فيها بنو هاشم وبنو أمية ، فقال بنو أمية : نحن أحق بها ، وكانت تحت ابن عمهم أبي العاص ، وكانت عند هند بنت عتبة بن ربيعة ، وكانت تقول [ لها هند ] : هذا في سبب أبيك ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لزيد بن حارثة : " ألا تنطلق فتجيء بزينب ؟ " . قال : بلى يا رسول الله ، قال : " فخذ خاتمي فأعطها إياه " . فانطلق زيد ، فلم يزل يتلطف فلقي راعيا ، فقال : لمن ترعى ؟ فقال : لأبي العاص ، فقال : لمن هذه [ ص: 213 ] الغنم ؟ فقال : لزينب بنت محمد - صلى الله عليه وسلم - فسار معه شيئا ، ثم قال : هل لك أن أعطيك شيئا تعطيها إياه ولا تذكره لأحد ؟ قال : نعم ، فأعطاه الخاتم ، فعرفته ، فقالت : من أعطاك هذا ؟ قال : رجل ، قالت : فأين تركته ؟ قال : بمكان كذا وكذا ، فسكتت حتى إذا كان الليل خرجت إليه ، فلما جاءته قال لها : اركبي بين يدي على بعيره . قالت : لا ، ولكن اركب أنت بين يدي ، فركب وركبت وراءه ، حتى أتت ، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " هي خير بناتي ، أصيبت في " .

فبلغ ذلك علي بن حسين ، فانطلق إلى عروة ، فقال : ما حديث بلغني عنك أنك تحدثه تنتقص حق فاطمة ؟ ! فقال عروة : والله ما أحب أن لي ما بين المشرق والمغرب وأني أنتقص فاطمة حقا هو لها ، وأما بعد ذلك إني لا أحدث به أبدا
. رواه الطبراني ، في الكبير والأوسط بعضه ، ورواه البزار ، ورجاله رجال الصحيح .

التالي السابق


الخدمات العلمية