صفحة جزء
15786 وعن أبي سلمة ، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قالا : لما هلكت خديجة ، جاءت خولة بنت حكيم - امرأة [ ص: 226 ] عثمان بن مظعون - فقالت : يا رسول الله ، ألا تزوج ؟ قال : " من ؟ " . قالت : إن شئت بكرا ، وإن شئت ثيبا ؟ قال : " فمن البكر ؟ " . قالت : بنت أحب خلق الله عليك : عائشة بنت أبي بكر . قال : " ومن الثيب ؟ " . قالت : سودة ابنة زمعة ، قد آمنت بك واتبعتك على ما تقول . قال : " اذهبي فاذكريها علي " . فأتت أم رومان ، فقالت : يا أم رومان ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة ! قالت : وما ذاك ؟ قالت : أرسلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخطب عليه عائشة . قالت : انتظري أبا بكر حتى يأتي . فجاء أبو بكر ، فقالت : يا أبا بكر ، ماذا أدخل الله عليك من الخير والبركة ! قال : وما ذاك ؟ قالت : أرسلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخطب عائشة . قال : وهل تصلح له ؟ إنما هي ابنة أخيه ! فرجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له ، قال : " ارجعي ، فقولي له : أنا أخوك وأنت أخي في الإسلام ، وابنتك تصلح لي " . فرجعت فذكرت ذلك له ، فقال : انتظري ، وخرج . قالت أم رومان : إن مطعم بن عدي كان قد ذكرها على ابنه ، فوالله ما وعد وعدا قط فأخلفه لأبي بكر ، فدخل أبو بكر على مطعم بن عدي ، أقول : هذه تقول إنك تقول ذلك ، فخرج من عنده وقد أذهب الله ما كان في نفسه من عدته التي وعد ، فقال لخولة : ادعي لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعته فزوجها إياه ، وعائشة - رضي الله عنها - يومئذ بنت ست سنين .

ثم خرجت فدخلت على سودة بنت زمعة ، فقالت : ماذا أدخل الله عليك من الخير والبركة ! قالت : وما ذاك ؟ قالت : أرسلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخطبك عليه قالت : وددت ، ادخلي على أبي فاذكري ذلك له ، وكان شيخا كبيرا قد أدركته السن ، قد تخلف عن الحج ، فدخلت عليه فحيته بتحية الجاهلية ، فقال : من هذه ؟ فقالت : خولة ابنة حكيم . قال : فما شأنك ؟ قالت : أرسلني محمد بن عبد الله أخطب عليه سودة ، فقال : كفؤ كريم ، فماذا تقول صاحبتك ؟ قالت : تحب ذلك ، قال : ادعيها فدعتها لي فقال : أي بنية ، إن هذه تزعم أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قد أرسل يخطبك وهو كفؤ كريم ، أتحبني أن أزوجك به قالت : نعم، قال : ادعيه لي ، فجاءه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فزوجها إياه . فجاء أخوها عبد بن زمعة من الحج ، فجعل يحثي في رأسه التراب ، فقال بعد أن أسلم : لعمري إني لسفيه يوم أحثي في رأسي التراب أن تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سودة ابنة زمعة .

قالت عائشة : فقدمنا المدينة ، فنزلنا في بني الحارث بن الخزرج بالسنح . قالت : فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل بيتنا[واجتمع إليه رجال من الأنصار ونساء] ، فجاءت بي أمي وأنا في أرجوحة ترجح بي بين عذقين ، فأنزلتني من الأرجوحة ولي [ ص: 227 ] جميمة ، ففرقتها ومسحت وجهي بشيء من ماء ، ثم أقبلت تقودني حتى وقفت عند الباب ، وإني لأنهج حتى سكن من نفسي ، ثم دخلت بي فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس على سرير في بيتنا ، وعنده رجال ونساء من الأنصار ، فأجلستني في حجرة ، ثم قالت : هؤلاء أهلك فبارك الله لك فيهم ، وبارك لهم فيك . فوثب الرجال والنساء فخرجوا ، وبنى بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتنا ، ما نحرت علي جزور ولا ذبحت علي شاة ، حتى أرسل إلينا سعد بن عبادة بجفنة ، كان يرسل بها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دار إلى نسائه ، وأنا يومئذ ابنة تسع سنين
. قلت : في الصحيح طرف منه .

رواه أحمد ، بعضه صرح فيه بالاتصال عن عائشة ، وأكثره مرسل ، وفيه محمد بن عمرو بن علقمة وثقه غير واحد . وبقية رجاله رجال الصحيح .

التالي السابق


الخدمات العلمية