صفحة جزء
37 - 48 - [ ص: 261 ] ( باب مناقب أم سليم وولدها عبد الله ووالده - رضي الله عنهم - )

15421 - عن [النضر بن ] أنس قال : جاءت أم سليم إلى أبي أنس ، فقالت : جئت اليوم بما تكره ، فقال : لا تزالين تجيئين بما أكره من عند هذا الأعرابي . قالت : كان أعرابيا اصطفاه الله واختاره وجعله نبيا .

قال : ما الذي جئت به ؟ قال : حرمت الخمر قال : هذا فراق بيني وبينك . فمات مشركا .

وجاء أبو طلحة إلى أم سليم . قالت : لم أكن أتزوجك وأنت مشرك ؟ قال : لا والله ما هذا دهرك ، قالت : فما دهري ؟ قال : دهرك في الصفراء والبيضاء ، قالت :
فإني أشهدك وأشهد نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أنك إن أسلمت فقد رضيت بالإسلام منك ، قال : فمن لي بهذا ؟ قالت : يا أنس ، قم فانطلق مع عمك .

فقام فوضع يده على عاتقي ، فانطلقنا حتى إذا كنا قريبا من نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فسمع كلامنا ، فقال : " هذا أبو طلحة بين عينيه عزة الإسلام " . فسلم على نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، فزوجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الإسلام . فولدت له غلاما ، ثم إن الغلام درج وأعجب به أبوه فقبضه الله - تبارك وتعالى - فجاء أبو طلحة ، فقال : ما فعل ابني يا أم سليم ؟ قالت : خير ما كان ، فقالت : ألا تتغدى ؟ قد أخرت غداءك اليوم قالت : فقدمت إليه غداءه ، فقلت : يا أبا طلحة ، عارية استعارها قوم وكانت العارية عندهم ما قضى الله ، وإن أهل العارية أرسلوا إلى عاريتهم فقبضوها ، ألهم أن يجزعوا ؟ قال : لا . قالت : فإن ابنك قد فارق الدنيا قال : فأين هو ؟ قالت : ها هو ذا في المخدع ، فدخل فكشف عنه واسترجع ، فذهب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحدثه بقول أم سليم ، فقال : " والذي بعثني بالحق لقد قذف الله - تبارك وتعالى - في رحمها ذكرا ؛ لصبرها على ولدها " .

قال : فوضعته ، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - : " اذهب يا أنس إلى أمك فقل لها : إذا قطعت سرار ابنك فلا تذيقيه شيئا حتى ترسلي به إلي " .

قال : فوضعته على ذراعي حتى أتيت به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوضعته بين يديه ، فقال : " ائتني بثلاث تمرات عجوة " . قال : فجئت بهن ، فقذف نواهن ، ثم قذفه في فيه فلاكه ، ثم فتح فا الغلام فجعله في فيه ، فجعل يتلمظ ، فقال : " أنصاري يحب التمر " . فقال : " اذهب إلى أمك فقل : بارك الله لك فيه وجعله برا تقيا "
.

رواه البزار ، ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن منصور الرمادي ، وهو ثقة .

التالي السابق


الخدمات العلمية