صفحة جزء
16475 - وعن أبي سعيد الخدري قال : لما أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أعطى من تلك العطايا في قريش وقبائل العرب ، ولم يكن في الأنصار منها شيء ، وجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم حتى كثرت فيهم القالة ، حتى قال قائلهم : لقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قومه ، فدخل عليه سعد بن عبادة فقال : يا رسول الله ، إن هذا الحي من الأنصار وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت ، قسمت في قومك ، وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب ، ولم يكن في هذا الحي من الأنصار شيء . قال : " فأين أنت من ذلك يا سعد ؟ " . قال : يا رسول الله ، ما أنا إلا امرؤ من قومي ، وما أنا من ذلك . قال : " فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة " . قال [ فخرج سعد فجمع الناس في تلك الحظيرة ] قال : فجاء رجل من المهاجرين فتركهم ، [ فدخلوا ] وجاء آخرون فردهم ، فلما اجتمعوا أتاه سعد فقال : قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار ، قال : فأتاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحمد الله ، وثنى عليه بالذي هو له أهل ، ثم قال : " يا معشر الأنصار ، ما قالة بلغتني عنكم ؟ ووجدة وجدتموها في أنفسكم ؟ ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله عز وجل ، وعالة فأغناكم الله ، وأعداء فألف بين قلوبكم " . قالوا : بل الله ورسوله أمن وأفضل ، قال : " ألا تجيبوني يا معشر الأنصار ؟ " . قالوا : وبماذا نجيبك يا رسول الله ، ولله ولرسوله المن والفضل ؟ قال : " أما والله ، لو شئتم لقلتم فلصدقتم ولصدقتم ، أتيتنا مكذبا فصدقناك ، ومخذولا فنصرناك ، وطريدا فآويناك ، وعائلا فواسيناك . أوجدتم في أنفسكم يا معشر الأنصار ، في لعاعة من الدنيا ؟ تألفت قوما ليسلموا ؟ ووكلتكم إلى إسلامكم ، ألا ترضون يا معشر الأنصار ، أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رحالكم ؟ فوالذي نفس محمد بيده ، إنه لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ، ولو سلك الناس شعبا لسلكت شعب الأنصار ، اللهم ارحم الأنصار ، وأبناء الأنصار ، وأبناء أبناء الأنصار " . قال : فبكى القوم حتى [ ص: 30 ] أخضلوا لحاهم ، وقالوا : رضينا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - قسما وحظا . ثم انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتفرقوا .

التالي السابق


الخدمات العلمية