صفحة جزء
18265 وعن ابن عمر : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج في ساعة لم يكن يخرج فيها ، ثم خرج أبو بكر ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " ما أخرجك يا أبا بكر ؟ " فقال : أخرجني الجوع ، قال : " وأنا أخرجني الذي أخرجك " . ثم خرج عمر فقال : " ما أخرجك يا عمر ؟ " قال : أخرجني والذي بعثك بالحق الجوع . ثم سار إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناس من أصحابه فقال : " انطلقوا بنا إلى منزل أبي الهيثم بن التيهان " فانطلقوا ، فلما انتهوا إلى منزل أبي الهيثم قالت لهم امرأته : إنه انطلق يستعذب لنا الماء ، فدوروا إلى الحائط ، فداروا إلى الحائط ، ففتحت لهم باب الحائط . فجاء أبو الهيثم ، فقالت له امرأته : تدري من عندك ؟ فقال : لا ، فقالت عندك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فدخل عليهم فعلق قربته على نخلة ، ثم أتاهم فسلم عليهم ، ثم حيا ورحب ، ثم أتى مخرفا فاخترف لهم رطبا ، فأتاهم به فصبه بين أيديهم . ثم إن أبا الهيثم أهوى إلى غنيمة له في ناحية الحائط ليذبح لهم منها شاة ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " أما ذات در فلا " فأخذ شاة فذبحها وسلخها وقطعها أعضاء ثم طبخها بالماء والملح ، ثم أتى امرأته فسألها ، هل عندك من شيء ؟ فقالت : نعم ، عندنا شيء من شعير ، كنت أؤخره ، فطحناه بينهما فعجنته وخبزته ، فكسره أبو الهيثم وأكفأ عليه ذلك اللحم الذي طبخه ، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فأكلوا ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أبا الهيثم ، أما لك من خادم ؟ " قال لا ، والذي بعثك بالحق ، ما لنا خادم ، قال : " إذا بلغك أنه قد جاءنا سبي فأتنا نخدمك " . فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم سبي ، فأتاه أبو الهيثم وبين يديه غلامان - أو قال وصيفان - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أبا الهيثم اختر منهما " أو قال : " تخاير منهما " قال أبو الهيثم : يا رسول الله ، خر لي . فاحتاط رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى حسر عن ذراعيه وقال : " المستشار مؤتمن يا أبا الهيثم خذ هذا " فلما ولى به أبو الهيثم قال : " يا أبا الهيثم أحسن إليه فإني رأيته يصلي " قال : نعم ، نطعمه مما نأكل ونلبسه مما نلبس ولا نكلفه ما لا يطيق . فانطلق أبو الهيثم إلى أهله ، ففرحوا به فرحا شديدا ، وقالوا الحمد لله الذي رزقنا خادما يخدمنا ويعيننا على ضيعتنا ، فقال أبو الهيثم : [ ص: 321 ] إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أوصاني به ، فقالت امرأته : نعم ، نطعمه مما نأكل ونلبسه مما نلبس ولا نكلفه ما لا يطيق ، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أوصاني به فقالت : سبحان الله ، خادم أخدمنا الله ورسوله ، تريد أن تحرمناه ، فقال أبو الهيثم للغلام : أنت حر لوجه الله فإن شئت تقيم معنا نطعمك مما نأكل ونلبسك مما نلبس ، ولا نكلفك من العمل إلا ما تطيق ، وإن شئت فاذهب حيث شئت . رواه الطبراني ، وفيه بكار بن محمد السيريني ، وقد ضعفه الجمهور ، ووثقه ابن معين ، وبقية رجاله ثقات .

التالي السابق


الخدمات العلمية