صفحة جزء
18416 وعن سليمان بن حبيب المحاربي قال : خرجت غازيا ، فلما مررت بحمص [ ص: 354 ] خرجت إلى السوق لأشتري ما لا غنى للمسافر عنه ، فلما نظرت إلى باب المسجد قلت : لو أني دخلت فركعت ركعتين ، فلما دخلت نظرت إلى ثابت بن معبد ، ومكحول في نفر فقالوا : إنا نريد أبا أمامة الباهلي . فقاموا وقمت معهم ، فدخلنا عليه فإذا شيخ قد رق وكبر ، وإذا عقله ومنطقه أفضل مما نرى من منظره ، فكان أول ما حدثنا أن قال : إن مجلسكم هذا من بلاغ الله إياكم ، وحجته عليكم ، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد بلغ ما أرسل به ، وإن أصحابه قد بلغوا ما سمعوا ، فبلغوا ما تسمعون : ثلاثة كلهم ضامن على الله - عز وجل - : رجل خرج في سبيل الله فهو ضامن على الله - عز وجل - حتى يدخله الجنة ، أو يرجعه بما نال من أجر أو غنيمة ، ورجل دخل بيته بسلام .

ثم قال : إن في جهنم جسرا له سبع قناطر ، على أوسطه العصاة ، فيجاء بالعبد حتى إذا انتهى إلى القنطرة الوسطى قيل له : ماذا عليك من الدين ؟ وتلا هذه الآية : " ولا يكتمون الله حديثا " . قال : فيقول : يا رب، علي كذا وكذا ، فيقال له : اقض دينك . فيقول : ما لي شيء ، وما أدري ما أقضي منها ! فيقال : خذوا من حسناته ، فما يزال يؤخذ من حسناته حتى ما تبقى له حسنة ، حتى إذا فنيت حسناته قيل : قد فنيت حسناته . فيقال : خذوا من سيئات من يطلبه ، فركبوا عليه ، فلقد بلغني : أن رجالا يجيئون بأمثال الجبال من الحسنات ، فما يزال يؤخذ لمن يطلبهم حتى ما تبقى له حسنة
. رواه الطبراني ، وفيه كلثوم بن زياد ، وبكر بن سهل الدمياطي ، وكلاهما وثق ، وفيه ضعف ، وبقية رجاله رجال الصحيح .

التالي السابق


الخدمات العلمية