صفحة جزء
18549 وعن أنس ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " سلك رجلان مفازة ، أحدهما عابد ، والآخر به رهق ، فعطش العابد حتى سقط ، فجعل صاحبه ينظر إليه [ ومعه ميضأة فيها شيء من ماء ، فيجعل ينظر إليه ] ، وهو صريع فقال : والله، لئن مات هذا العبد الصالح عطشا ومعي ماء لا أصيب من الله خيرا [ أبدا ] ، وإن سقيته مائي لأموتن، فتوكل على الله ، وعزم ورش عليه من مائه وسقاه من فضله " .

قال : " فقام حتى قطع المفازة " . قال : " فيوقف الذي به رهق يوم القيامة للحساب فيؤمر به إلى النار فتسوقه الملائكة، فيرى العابد، فيقول : يا فلان ، أما تعرفني ؟ " قال : " فيقول : من أنت ؟ قال : أنا فلان الذي آثرتك على نفسي يوم المفازة " . قال : " فيقول : بلى . أعرفك " . قال : " فيقول للملائكة : قفوا ، ويجيء حتى يقف ويدعو ربه فيقول :
يا رب ، قد تعرف يده عندي ، وكيف آثرني على نفسه ، يا رب، هبه لي " . قال : " فيقول : هو لك، ويأخذ بيده فيدخله الجنة " .
رواه أبو يعلى ، ورجاله رجال الصحيح غير أبي ظلال القسملي ، وقد وثقه ابن حبان وغيره ، وضعفه غير واحد .

التالي السابق


الخدمات العلمية