صفحة جزء
44 - 13 - باب فيمن يدخل الجنة بغير حساب .

18692 - عن عبد الله بن مسعود قال : أكثرنا الحديث عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة ، ثم غدونا إليه فقال : " عرضت علي الأنبياء الليلة بأممها ، فجعل النبي يمر ومعه الثلاثة ، والنبي يمر ومعه العصابة ، والنبي يمر ومعه النفر ، والنبي ليس معه أحد ، حتى مر علي موسى - صلى الله عليه وسلم - معه كبكبة من بني إسرائيل ، فأعجبوني فقلت : من هؤلاء ؟ فقيل : هذا أخوك موسى معه بنو إسرائيل " .

قال : " فقلت : فأين أمتي ؟ فقيل لي : انظر عن يمينك ، فنظرت فإذا الأفق قد سد بوجوه الرجال ، فقيل لي : أرضيت ؟ فقلت : رضيت ، رب " . قال : " فقيل لي : إن مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب " . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " فدى لكم أبي وأمي ، إن استطعتم أن تكونوا من السبعين الألف فافعلوا ، فإن قصرتم فكونوا من أهل الضراب ، فإن قصرتم فكونوا من أهل الأفق ، فإني قد رأيت ثم ناسا يتهاوشون " . فقام عكاشة بن محصن فقال : ادع الله لي يا رسول الله أن يجعلني من السبعين ، فدعا له ، فقام رجل آخر ، فقال : ادع الله يا رسول الله ، أن يجعلني منهم ، فقال : " سبقك [ ص: 406 ] بها عكاشة " .

ثم تحدثنا فقلنا : من ترون هؤلاء السبعين الألف ؟ فقال : قوم ولدوا في الإسلام ، ثم لم يشركوا بالله شيئا حتى ماتوا ، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : " هم الذين لا يكتوون ، ولا يسترقون ، ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون
" . رواه أحمد بأسانيد ، والبزار أتم منه ، والطبراني ، وأبو يعلى باختصار كثير ، وأحد أسانيد أحمد ، والبزار رجاله رجال الصحيح .

التالي السابق


الخدمات العلمية