صفحة جزء
44 - 34 - باب في رؤية أهل الجنة لله - تبارك وتعالى - ورضاه عنهم .

18771 - عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أتاني جبريل - عليه السلام - وفي يده مرآة بيضاء ، فيها نكتة سوداء ، فقلت : ما هذه يا جبريل ؟ قال : هذه الجمعة يعرضها ربك لتكون لك عيدا ، ولقومك من بعدك ، تكون أنت الأول ، وتكون اليهود والنصارى من بعدك ، قال : ما لنا فيها ؟ قال : لكم فيها خير ، لكم فيها ساعة من دعا ربه فيها بخير هو له قسم إلا أعطاه إياه ، وليس له بقسم إلا دخر له ما هو أعظم منه ، أو تعوذ فيها من شر هو مكتوب إلا أعاذه من أعظم منه . قلت : ما هذه النكتة السوداء فيها ؟ قال : هذه الساعة تقوم يوم الجمعة ، وهو سيد الأيام عندنا ، ونحن ندعوه في الآخرة يوم المزيد " .

قال : " قلت : لم تدعونه يوم المزيد ؟ قال : إن ربك - عز وجل -
اتخذ في الجنة واديا أفيح من المسك أبيض ، فإذا كان يوم الجمعة نزل - تبارك وتعالى - من عليين على كرسيه حتى حف الكرسي بمنابر من نور ، وجاء النبيون حتى يجلسوا عليها ، ثم حف المنابر بكراسي من ذهب ، ثم جاء الصديقون والشهداء حتى يجلسوا عليها ، ثم يجيء أهل الجنة حتى يجلسوا على الكثيب ، فيتجلى لهم - تبارك وتعالى - حتى ينظروا إلى وجهه ، وهو يقول : أنا الذي صدقتكم وعدي ، وأتممت عليكم نعمتي ، هذا محل كرامتي فسلوني . فيسألوه الرضا فيقول الله - عز وجل - : رضائي أحلكم داري ، وأنالكم كرامتي ، فسلوني . فيسألوه حتى تنتهي رغبتهم ، فيفتح لهم عند ذلك ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، إلى مقدار منصرف الناس يوم الجمعة ، ثم يصعد - تبارك وتعالى - على كرسيه فيصعد معه الشهداء والصديقون - أحسبه قال : ويرجع أهل الغرف إلى غرفهم ، درة بيضاء لا قصم فيها ولا فصم ، أو ياقوتة حمراء أو زبرجدة خضراء ، منها غرفها وأبوابها مطردة ، فيها أنهارها متدلية ، فيها ثمارها ، فيها أزواجها وخدمها ، فليسوا إلى شيء أحوج منهم إلى يوم الجمعة ليزدادوا فيه كرامة ، وليزدادوا فيه نظرا إلى وجهه - تبارك وتعالى - ولذلك دعي يوم المزيد
" . رواه البزار ، والطبراني في الأوسط بنحوه ، وأبو يعلى باختصار ، ورجال أبي يعلى رجال [ ص: 422 ] الصحيح ، وأحد إسنادي الطبراني رجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، وقد وثقه غير واحد، وضعفه غيرهم ، وإسناد البزار فيه خلاف .

التالي السابق


الخدمات العلمية