صفحة جزء
[ ص: 73 ] 1 - 22 - 3 - ( باب منه في الإسراء ) .

236 عن شداد بن أوس قال : قلنا : يا رسول الله ، كيف أسري بك ليلة أسري بك ؟ قال : " صليت بأصحابي صلاة العتمة بمكة معتما ، فأتاني جبريل بدابة بيضاء فوق الحمار ودون البغل ، فاستصعب علي ، فأدارها بأذنها حتى حملني عليها ، فانطلقت تهوي بنا ، تضع حافرها حيث أدرك طرفها ، حتى انتهينا إلى أرض ذات نخل . قال : انزل ، فنزلت ، ثم قال : صل ، فصليت ، ثم ركبنا . قال لي : أتدري أين صليت ؟ قلت : الله أعلم . قال : صليت بيثرب ، صليت بطيبة . ثم انطلقت تهوي ، تضع حافرها حيث أدرك طرفها ، حتى بلغنا أرضا بيضاء . قال لي : انزل ، فنزلت ، ثم قال : صل فصليت ، ثم ركبنا . قال : أتدري أين صليت ؟ قلت : الله أعلم ورسوله . قال : صليت بمدين صليت عند شجرة موسى . ثم انطلقت تهوي بنا تضع حافرها - أو يقع حافرها - حيث أدرك طرفها ، ثم ارتفعنا . قال : انزل ، فنزلت ، فقال : صل فصليت ثم ركبنا فقال : أتدري أين صليت ؟ قلت : الله أعلم ! قال : صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى المسيح ابن مريم . ثم انطلق بي حتى دخلنا المدينة من بابها الثامن ، فأتى قبلة المسجد فربط دابته ، ودخلنا المسجد من باب فيه تمثل الشمس والقمر ، فصليت من المسجد حيث شاء الله - قال ابن زبريق - ثم أتيت بإناءين ، في أحدهما لبن وفي الآخر عسل ، أرسل إلي بهما جميعا ، فعدلت بينهما ، ثم هداني الله فأخذت اللبن ، فشربت حتى قدعت به جبيني ، وبين يدي شيخ متكئ ، فقال : أخذ صاحبك الفطرة ، أو قال : بالفطرة . ثم انطلق بي حتى أتيت الوادي الذي بالمدينة فإذا جهنم تنكشف عن مثل الزرابي " . قلنا : يا رسول الله ، كيف وجدتها ؟ قال : " مثل - وذكر شيئا ذهب عني - . ثم مررت بعير لقريش بمكان كذا وكذا قد أضلوا بعيرا لهم ، فسلمت عليهم ، فقال بعضهم لبعض : هذا صوت محمد - صلى الله عليه وسلم - ثم أتيت أصحابي قبل الصبح بمكة ، فأتاني أبو بكر ، فقال : يا رسول الله ، أين كنت الليلة ، فقد التمستك في مكانك فلم أجدك ؟ قال : إني أتيت بيت المقدس الليلة ، فقال : يا رسول الله ، إنه مسيرة شهر ، فصفه لي ، ففتح لي شراك كأني أنظر إليه ، لا يسألونني عن شيء إلا أنبأتهم عنه " . فقال أبو بكر : [ ص: 74 ] أشهد أنك رسول الله ، فقال المشركون : انظروا إلى ابن أبي كبشة يزعم أنه أتى بيت المقدس الليلة ! قال : " نعم ، وقد مررت بعير لكم في مكان كذا ، قد أضلوا بعيرا لهم بمكان كذا وكذا ، وأنا مسيرهم لكم : ينزلون بكذا ، ثم يأتونكم يوم كذا وكذا ، يقدمهم جمل آدم عليه مسح أسود وغرازتان سوداوتان " ، فلما كان ذلك اليوم أشرف الناس ينظرون ، حتى كان قريبا من نصف النهار أقبلت العير يقدمهم ذلك الجمل كالذي وصف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

رواه البزار والطبراني في الكبير ، إلا أن الطبراني قال فيه : " قد أخذ صاحبك الفطرة ، وإنه لمهدي . وقال في وصف جهنم كيف وجدتها ؟ قال : مثل الحمة السخنة " . وفيه إسحاق بن إبراهيم بن العلاء ، وثقه يحيى بن معين ، وضعفه النسائي .

التالي السابق


الخدمات العلمية