صفحة جزء
4265 - وعن عائشة قالت : جاءت يهودية استطعمت على بابي فقالت : أطعموني أعاذكم الله من فتنة الدجال ، ومن فتنة عذاب القبر ، قالت : فلم أزل أحبسها حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ، ما تقول هذه اليهودية ؟ قال : " وما تقول ؟ " قلت : تقول : أعاذكم الله من فتنة الدجال ، ومن فتنة عذاب القبر . قالت عائشة : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفع يديه مدا يستعيذ بالله من فتنة الدجال ، ومن فتنة عذاب القبر ، ثم قال : " أما فتنة الدجال فإنه لم يكن نبي إلا حذره أمته ، وسأحدثكموه بحديث لم يحذره نبي أمته ; إنه أعور وإن الله ليس بأعور ، مكتوب بين عينيه كافر ، يقرؤه كل مؤمن . فأما فتنة القبر فبي تفتنون ، وعني تسألون ، فإذا كان الرجل الصالح أجلس في قبره غير فزع ولا مشعوف ، فيقال : فيم كنت ؟ فيقول : في الإسلام [ ص: 49 ] فيقال : ما هذا الرجل الذي كان فيكم ؟ فيقول : محمد رسول الله ، جاءنا بالبينات والهدى من عند الله ، فصدقناه . فيفرج له فرجة قبل النار ، فينظر إليها يحطم بعضها بعضا ، فيقال له : انظر إلى ما وقاك الله . ثم يفرج له فرجة إلى الجنة ، فينظر إلى زهرتها وما فيها ، فيقال له : هذا مقعدك منها ، [ يقال ] : وعلى اليقين كنت ، وعليه مت ، وعليه تبعث إن شاء الله . وإذا كان الرجل السوء جلس في قبره فزعا مشعوفا ، فيقال له : ما كنت تقول ؟ فيقول : لا أدري . فيقال له : ما هذا الرجل الذي كان قبلكم ؟ فيقول : سمعت الناس يقولون قولا فقلت كما قالوا . فيفرج له فرجة إلى الجنة ، فينظر إلى زهرتها وما فيها ، فيقال له : انظر إلى ما صرف الله عنك . ثم يفرج له فرجة قبل النار ، فينظر إليها يحطم بعضها بعضا ، ويقال : هذا مقعدك منها ، على الشك كنت ، وعليه مت ، وعليه تبعث إن شاء الله . ثم يعذب " .

رواه أحمد .

التالي السابق


الخدمات العلمية