صفحة جزء
6 - 31 - 9 - 1 - باب فيمن سأل بوجه الله عز وجل .

4567 - عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ألا أحدثكم عن الخضر عليه السلام ؟ " . قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : " بينما هو ذات يوم يمشي في سوق بني إسرائيل أبصره رجل مكاتب ، فقال : تصدق علي بارك الله فيك . فقال الخضر عليه السلام : آمنت بالله ، ما شاء الله من أمر يكون ، ما عندي شيء أعطيكه . فقال المسكين : أسألك بوجه الله لما تصدقت علي ، فإني نظرت السماحة في وجهك ، ورجوت البركة عندك . فقال الخضر : آمنت بالله ، ما عندي شيء أعطيكه إلا أن تأخذني فتبيعني . فقال المسكين : وهل يستقيم هذا ؟ قال : نعم ، [الحق ]أقول لقد سألتني بأمر عظيم ، أما إني لا أخيبك بوجه ربي ، بعني . قال : فقدمه إلى السوق فباعه بأربعمائة درهم ، فمكث عند المشتري زمانا لا يستعمله في شيء ، فقال له : إنك إنما اشتريتني التماس خير عندي ، فأوصني بعمل ، قال : أكره أن أشق عليك ، إنك شيخ كبير ضعيف ، قال : ليس يشق علي . قال : قم فانقل [ ص: 103 ] هذه الحجارة . وكان لا ينقلها دون ستة نفر في يوم ، فخرج في بعض حاجته ، ثم انصرف وقد نقل الحجارة في ساعة ، قال : أحسنت ، وأجملت ، وأطقت ما لم أرك تطيقه . قال : ثم عرض للرجل سفر ، فقال : إني أحسبك أمينا فاخلفني في أهلي خلافة حسنة ، قال : وأوصني بعمل . قال : إني أكره أن أشق عليك . قال : ليس يشق علي . قال : فاضرب من اللبن لبيتي حتى أقدم عليك . قال : فمر الرجل لسفره ، قال : فرجع الرجل وقد شيد بناؤه ، قال : أسألك بوجه الله ما سبيلك وما أمرك ؟ قال : سألتني بوجه الله ، ووجه الله أوقعني في العبودية . فقال الخضر : سأخبرك من أنا ، أنا الخضر الذي سمعت به ، سألني مسكين صدقة فلم يكن عندي شيء أعطيه ، فسألني بوجه الله فأمكنته من رقبتي ، فباعني وأخبرك أنه من سئل بوجه الله فرد سائله - وهو يقدر - وقف يوم القيامة جلدة لا لحم ولا عظم يتقعقع ، فقال الرجل : آمنت بالله شققت عليك يا نبي الله ولم أعلم . قال : لا بأس أحسنت واتقيت ، فقال الرجل : بأبي أنت وأمي يا نبي الله ، احكم في أهلي ومالي بما شئت ، أو اختر فأخلي سبيلك ؟ قال : أحب أن تخلي سبيلي فأعبد ربي . فخلى سبيله فقال الخضر : الحمد لله الذي أوقعني في العبودية ، ثم نجاني منها .

رواه الطبراني في الكبير ، ورجاله موثقون ، إلا أن فيه بقية بن الوليد ، وهو مدلس ، ولكنه ثقة .

التالي السابق


الخدمات العلمية