صفحة جزء
5623 وعن ابن عمر قال : نزلت هذه السورة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، [ ص: 267 ] وهو بمنى في أوسط أيام التشريق ، فعرف أنه الموت فأمر براحلته القصواء فرحلت له ، فركب فوقف للناس بالعقبة ، واجتمع له ما شاء الله من المسلمين ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله . ثم قال : " أما بعد أيها الناس ، فإن كل دم كان في الجاهلية فهو هدر ، وإن أول دمائكم أهدر دم ربيعة بن الحارث كان مسترضعا في بني ليث فقتلته هذيل ، وكل ربا كان في الجاهلية فهو موضوع ، وإن أول رباكم أضع ربا العباس بن عبد المطلب .

أيها الناس : إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض ، وإن عدة الشهور اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم : رجب مضر الذي بين جمادى وشعبان ، وذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم ( ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم ) ( إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله ) ، كانوا يحلون صفر عاما ويحرمون المحرم عاما ، فذلك النسيء .

يا أيها الناس ، من كانت عنده وديعة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها .

أيها الناس ، إن الشيطان قد أيس أن يعبد ببلادكم آخر الزمان ، وقد رضي منكم بمحقرات الأعمال ، فاحذروا على دينكم محقرات الأعمال .

أيها الناس ، إن النساء عندكم عوان أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، لكم عليهن حق ولهن عليكم حق ، ومن حقكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم غيركم ، ولا يعصينكم في معروف ، فإن فعلن ذلك فليس لكم عليهن سبيل ولهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف ، فإن ضربتم فاضربوا ضربا غير مبرح .

لا يحل لامرئ من مال أخيه إلا ما طابت به نفسه .

أيها الناس ، إني تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله فاعملوا به .

[ ص: 268 ] أيها الناس ، أي يوم هذا ؟ " . قالوا : يوم حرام . قال : " فأي بلد هذا ؟ " . قالوا : بلد حرام . قال : " فأي شهر هذا ؟ " . قالوا : شهر حرام . قال : " فإن الله تبارك وتعالى حرم دماءكم وأموالكم وأعراضكم ، كحرمة هذا اليوم وهذا الشهر وهذا البلد ، ألا ليبلغ شاهدكم غائبكم : لا نبي بعدي ولا أمة بعدكم " . ثم رفع يديه فقال : " اللهم اشهد "
.

قلت : في الصحيح وغيره طرف منه .

رواه البزار ، وفيه موسى بن عبيدة ، وهو ضعيف .

التالي السابق


الخدمات العلمية