صفحة جزء
9855 وعن محمود بن لبيد أخي بني عبد الأشهل قال : لما قدم أبو الحيسر أنس بن نافع مكة ومعه فتية من بني عبد الأشهل فيهم إياس بن معاذ ، يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج ، سمع بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتاهم فجلس إليهم ، فقال لهم : " هل لكم إلى خير مما جئتم إليه ؟ " . قالوا : وما ذاك ؟ قال : " أنا رسول الله بعثني إلى العباد أدعوهم إلى أن يعبدوه ، ولا يشركوا به شيئا ، وأنزل علي كتابا " . ثم ذكر الإسلام ، وتلا عليهم القرآن ، فقال إياس بن معاذ وكان غلاما حدثا : أي قوم ، هذا والله خير مما جئتم إليه قال : فأخذ أبو الحيسر أنس بن نافع حفنة من البطحاء فضرب بها وجه إياس بن معاذ ، وقال : دعنا عنك ، فلعمري لقد جئنا لغير هذا ، قال : فصمت إياس ، وقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنهم ، وانصرفوا إلى المدينة ، فكانت وقعة بعاث بين الأوس والخزرج قال : ثم لم يلبث إياس بن معاذ أن هلك ، قال محمود بن لبيد : فأخبرني من حضره من قومي أنه لم يزالوا يسمعونه يهلل الله ، ويكبره ، ويحمده ، ويسبحه حتى مات ، فما كانوا يشكون أن قد مات مسلما لقد كان استشعر الإسلام في ذلك المجلس حين سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما سمع . رواه أحمد ، والطبراني ، ورجاله ثقات .

التالي السابق


الخدمات العلمية