صفحة جزء
25 - 18 - ( باب سرية حمزة - رضي الله عنه - )

9940 عن جبير بن مطعم قال : قال أبو جهل حين قدم مكة منصرفه عن حمزة : يا معشر قريش ، إن محمدا قد نزل يثرب ، وأرسل طلائعه ، وإنما يريد أن يصيب منكم شيئا ، فاحذروا أن تمروا طريقه وأن تقاربوه ; فإنه كالأسد الضاري ، إنه حنق عليكم نفيتموه نفي القردان على المناسم ، والله إن له لسجرة ما رأيته قط ولا أحدا من أصحابه إلا رأيت معهم الشياطين ، وإنكم قد عرفتم عداوة ابني قيلة ، فهو عدو استعان بعدو .

فقال له مطعم بن عدي : يا أبا الحكم ، والله ما رأيت أحدا أصدق لسانا ، ولا أصدق موعدا من أخيكم الذي طردتم ، فإذ فعلتم الذي فعلتم ، فكونوا أكف الناس عنه ، فقال أبو سفيان بن الحارث : كونوا أشد ما كنتم عليه ; فإن ابني قيلة إن ظفروا بكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة ، وإن أطعتموني ألحقوهم خبر كنانة أو تخرجوا محمدا من بين أظهرهم فيكون وحيدا طريدا ، وأما ابنا قيلة فوالله ما هما وأهل دهلك في المذلة إلا سواء ، وسأكفيكم حدهم ، وقال :

سأمنح جانبا مني غليظا على ما كان من قرب وبعد     رجال الخزرجية أهل ذل إذا ما كان هزل بعد جد

[ ص: 68 ] فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : " والذي نفسي بيده ، لأقتلنهم ، ولأصلبنهم ، ولأهدينهم وهم كارهون ، إني رحمة بعثني الله عز وجل ، ولا يتوفاني حتى يظهر الله دينه " . فذكر الحديث .

رواه الطبراني وجادة من طريق أحمد بن صالح المصري قال : وجدت في كتاب بالمدينة عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي ، ورجاله ثقات .

التالي السابق


الخدمات العلمية