صفحة جزء
[ ص: 56 ] وخصه بالمعجزة والسنن المستمرة على تعاقب الأزمان صلى الله عليه وعلى سائر النبيين وآل كل ما اختلف الملوان ، وما تكررت حكمه وذكره ، وتعاقب الجديدان .


( وخصه بالمعجزة ) المستمرة ، أي القرآن ( والسنن المستمرة على تعاقب الأزمان ) في الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما من الأنبياء من نبي إلا قد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر ، وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي ، فأرجو أن أكون أكثرهم تبعا يوم القيامة " . أي اختصصته من بينهم [ ص: 57 ] بالقرآن المعجز للبشر ، المستمر إعجازه إلى يوم القيامة ، بخلاف سائر المعجزات فإنها انقضت في وقتها .

( صلى الله عليه ) وسلم ( وعلى سائر النبيين وآل كل ما اختلف الملوان ) أي الليل والنهار ، قاله في الصحاح ، يقال : لا أفعله ما اختلف الملوان ، الواحد ملا بالقصر ( وما تكررت حكمه وذكره وتعاقب الجديدان ) أي الليل والنهار أيضا قال ابن دريد :


إن الجديدين إذا ما استوليا على جديد أدنياه للبلى

وقيل : هما الغداة والعشي .

وأدخل المصنف في الصلاة سائر النبيين ، لحديث : " صلوا على أنبياء الله ورسله فإنهم بعثوا كما بعثت " . أخرجه الخطيب وغيره .

وآل النبي صلى الله عليه وسلم عند الشافعي : أقاربه المؤمنون من بني هاشم والمطلب ، لحديث مسلم في الصدقة : " إنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد " .

[ ص: 58 ] وقال في حديث رواه الطبراني : " إن لكم في خمس الخمس ما يكفيكم أو يغنيكم " .

وقد قسم صلى الله عليه وسلم الخمس على بني هاشم والمطلب تاركا أخويهم بني نوفل وعبد شمس مع سؤالهم له كما رواه البخاري .

فآل إبراهيم : إسماعيل وإسحاق وأولادهما ، ويقاس بذلك آل الباقين .

وتعبير المصنف عن السنة بالحكم ، أخذا من تفسير الحكمة في قوله تعالى : ( يعلمهم الكتاب والحكمة ) ، وقوله : ( واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة ) بالسنة . قال ذلك قتادة والحسن وغيرهما .

التالي السابق


الخدمات العلمية