صفحة جزء
[ ص: 235 ] النوع العاشر : المنقطع : الصحيح الذي ذهب إليه الفقهاء ، والخطيب ، وابن عبد البر وغيرهم من المحدثين أن المنقطع ما لم يتصل إسناده على أي وجه كان انقطاعه ، وأكثر ما يستعمل في رواية من دون التابعي ، عن الصحابي كمالك ، عن ابن عمر . وقيل : هو ما اختل منه رجل قبل التابعي محذوفا كان أو مبهما ، كرجل . وقيل : هو ما روي عن تابعي أو من دونه قولا له أو فعلا ، وهذا غريب ضعيف .


( النوع العاشر : المنقطع ، الصحيح الذي ذهب إليه الفقهاء ، والخطيب ، وابن عبد البر ، وغيرهم من المحدثين أن المنقطع : ما لم يتصل إسناده على أي وجه كان انقطاعه ) ، سواء كان الساقط منه الصحابي أو غيره ، فهو والمرسل واحد .

( و ) لكن ( أكثر ما يستعمل في رواية من دون التابعي ، عن الصحابي ، كمالك عن ابن عمر ، وقيل : هو ما اختل ) ، أي سقط ( منه رجل قبل التابعي ) ، هكذا عبر ابن الصلاح تبعا للحاكم ، والصواب قبل الصحابي ( محذوفا كان ) الرجل ، ( أو مبهما كرجل ) هذا بناء على ما تقدم أن فلانا ، عن رجل يسمى منقطعا ، [ ص: 236 ] وتقدم أن الأكثرين على خلافه ، ثم إن هذا القول هو المشهور بشرط أن يكون الساقط واحدا فقط ، أو اثنين ، لا على التوالي كما جزم به العراقي وشيخ الإسلام .

( وقيل : هو ما روي ، عن تابعي ، أو من دونه قولا له ، أو فعلا ، ( ق 71 \ أ ) ، وهذا غريب ضعيف ) ، والمعروف أن ذلك مقطوع ، لا منقطع كما تقدم .

ثم إن الانقطاع قد يكون ظاهرا وقد يخفى فلا يدركه إلا أهل المعرفة ، وقد يعرف بمجيئه من وجه آخر بزيادة رجل ، أو أكثر .

فائدة

ذكر الرشيد العطار أن في " صحيح مسلم " بضعة عشر حديثا في إسنادها انقطاع .

وأجيب عنها بتبيين اتصالها إما من وجه آخر عنده ، أو من ذلك الوجه عند غيره .

وهي حديث حميد الطويل ، عن أبي رافع ، عن أبي هريرة أنه لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض طرق المدينة ، الحديث .

صوابه حميد ، عن أبي بكر المزني ، عن أبي رافع ، كما أخرجه الخمسة ، وأحمد ، وابن أبي شيبة في مسنديهما .

[ ص: 237 ] وحديث السائب بن يزيد ، عن عبد الله بن السعدي ، عن عمر في العطاء ، صوابه : السائب ، عن حويطب بن عبد العزى ، كذا ذكره الحفاظ .

قال النسائي : لم يسمعه السائب من ابن السعدي ، إنما رواه ، عن حويطب عنه ، كما أخرجه البخاري والنسائي .

وحديث يعلى بن الحارث المحاربي ، عن غيلان ، عن علقمة في قصة ماعز ، صوابه : يعلى ، عن أبيه ، عن غيلان ، كذا أخرجه النسائي وأبو داود .

وحديث عبد الكريم بن الحارث ، عن المستورد بن شداد مرفوعا : تقوم الساعة والروم أكثر الناس .

قال الرشيد : عبد الكريم لم يدرك المستورد ، ولا أبوه الحارث لم يدركه ، كما قال الدارقطني قال : وإنما أورده هكذا في الشواهد ، وإلا فقد وصله من وجه آخر ، عن الليث ، عن موسى بن علي ، عن أبيه ، عن المستورد .

[ ص: 238 ] وحديث عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن أبي عمرو بن حفص في الطلاق ، قال : في سماع عبيد الله من أبي عمرو نظر ، وقد وصله من جهة أخرى ، عن الشعبي ، وأبي سلمة ، عن فاطمة .

وحديث منصور بن المعتمر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ( ق 71 \ ب ) في الذي وقصته ناقته .

قال الدارقطني : إنما سمعه منصور من الحكم بن عتبة ، عن سعيد ، كما أخرجه البخاري ، وأبو داود ، والنسائي ، وهو الصواب .

ووصله مسلم من طريق جعفر بن أبي وحشية ، وعمرو بن دينار ، عن سعيد .

وحديث مكحول ، عن شرحبيل بن السمط ، عن سلمان : " رباط يوم " ، في سماع مكحول منه نطر ، فإنه معدود في الصحابة المتقدمين الوفاة ، والأصح أن مكحولا إنما سمع أنسا وأبا مرة وواثلة ، وأم الدرداء .

وحديث أيوب ، عن عائشة : إن الله أرسلني مبلغا ولم يرسلني متعنتا ; قال : فإن أيوب لم يدرك عائشة ، إلا أنه أورد ذلك زيادة في آخر حديث مسند ، ولم ير اختصارهما وله عادة بذلك في عدة أحاديث ، وهي متصلة في حديث التخيير ، من رواية أبي الزبير ، عن جابر .

[ ص: 239 ] وحديث أبي سلام الحبشي ، عن حذيفة : إنا كنا بشر فجاء الله بخير .

قال الدارقطني : أبو سلام لم يسمع من حذيفة ، ولا نظرائه الذين نزلوا العراق .

وهو متصل في كتابه من وجه آخر ، عن حذيفة .

وحديث مطر ، عن زهدم ، عن أبي موسى في الدجاج .

قال الدارقطني : لم يسمع مطر من زهدم ، إنما رواه ، عن القاسم بن عاصم عنه .

وقد وصله مسلم من طرق أخرى ، عن زهدم .

وحديث قتادة ، عن سنان بن سلمة ، عن ابن عباس في قصة البدن .

قال ابن معين ويحيى بن سعيد : قتادة لم يسمع هذا من سنان ، إلا أنه أخرجه في الشواهد ، وقد وصله قبل ذلك ، عن طريق أبي التياح ، عن موسى بن سلمة ، عن ابن عباس .

[ ص: 240 ] وحديث عراك بن مالك ، عن عائشة " جاءتني مسكينة تحمل ابنتين " الحديث .

قال أحمد : عراك ، عن عائشة مرسل .

وقال موسى بن هارون : لا نعلم له سماعا منها ، وإنما يروي عن عروة ، عن عائشة .

وقال الرشيد : لا يبعد سماعه منها ، وهما في عصر واحد ( ق 72 \ أ ) ، وبلد واحد ، ومذهب مسلم أن هذا محمول على السماع حتى يتبين خلافه .

وحديث يزيد بن أبي حبيب ، عن محمد بن عمرو بن عطاء قال : " سمعت ابنتي برة " الحديث . سقط بين يزيد ومحمد محمد بن إسحاق .

كذا رواه المصريون ، عن الليث ، وأخرجه هكذا أبو داود إلا أن مسلما وصله من طريق الوليد بن كثير ، عن محمد بن عمرو بن عطاء .

التالي السابق


الخدمات العلمية