صفحة جزء
[ ص: 58 ] " أما بعد " فإن علم الحديث من أفضل القرب إلى رب العالمين ، وكيف لا يكون وهو بيان طريق خير الخلق وأكرم الأولين والآخرين ؟ وهذا كتاب اختصرته من كتاب " الإرشاد " الذي اختصرته من علوم الحديث للشيخ الإمام الحافظ المتقن أبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن المعروف بابن الصلاح رضي الله عنه ، أبالغ فيه في الاختصار إن شاء الله تعالى من غير إخلال بالمقصود ، وأحرص على إيضاح العبارة ، وعلى الله الكريم الاعتماد ، وإليه التفويض والاستناد .


( أما بعد ) أتى بها لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب قال : " أما بعد " ، رواه الطبراني ، وذكرها في خطبه صلى الله عليه وسلم مشهور في الصحيحين وغيرهما ، وفي حديث : " إنها فصل الخطاب الذي أوتيه داود " رواه الديلمي في مسند الفردوس من حديث أبي موسى الأشعري .

( فإن علم الحديث من أفضل القرب ) جمع قربة أي ما يتقرب به ( إلى رب العالمين [ ص: 59 ] وكيف لا يكون ) كذلك ( وهو بيان طريق خير الخلق وأكرم الأولين والآخرين ) والشيء يشرف بشرف متعلقه ، وهو أيضا وسيلة إلى كل علم شرعي . أما الفقه فواضح ، وأما التفسير : فلأن أولى ما فسر به كلام الله تعالى ما ثبت عن نبيه صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وذلك يتوقف على معرفته .

( وهذا كتاب ) في علوم الحديث ( اختصرته من كتاب الإرشاد الذي اختصرته من ) كتاب ( علوم الحديث للشيخ الإمام الحافظ المحقق المتقن ) تقي الدين ( أبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن ) الشهرزوري ثم الدمشقي ( المعروف بابن الصلاح ) ، وهو لقب أبيه ( رضي الله عنه ، أبالغ فيه في الاختصار إن شاء الله تعالى ، من غير إخلال بالمقصود ، وأحرص على إيضاح العبارة ، وعلى الله الكريم الاعتماد ، وإليه التفويض والاستناد ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية