صفحة جزء
[ ص: 319 ] والثاني : أن يكون عنده متنان بإسنادين ، فيرويهما بأحدهما .


( الثاني : أن يكون عنده متنان ) مختلفان ( بإسنادين ) مختلفين ، ( فيرويهما بأحدهما ) ، أو يروي أحدهما بإسناده الخاص به ، ويزيد فيه من المتن الآخر ما ليس في الأول ، أو يكون عنده المتن بإسناد ، إلا طرفا منه ، فإنه عنده بإسناد آخر ، فيرويه تاما بالإسناد الأول .

ومنه أن يسمع الحديث من شيخه إلا طرفا منه ، فيسمعه بواسطة عنه ، فيرويه تاما بحذف الواسطة .

وابن الصلاح ذكر هذين القسمين دون ما ذكره المصنف ، وكأن المصنف رأى دخولهما فيما ذكره .

مثال ذلك : حديث رواه سعيد بن أبي مريم ، عن مالك ، عن الزهري ، عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : لا تباغضوا ، ولا تحاسدوا ، ولا تدابروا ، ولا تنافسوا ، الحديث .

[ ص: 320 ] فقوله : " ولا تنافسوا " مدرج ، أدرجه ابن أبي مريم من حديث آخر لمالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ، ولا تجسسوا ، ولا تنافسوا ، ولا تحاسدوا " .

وكلا الحديثين متفق عليه من طريق مالك ، وليس في الأول ، ولا " تنافسوا " ، وهي في الثاني ، وهكذا الحديثان عند رواة الموطأ .

قال الخطيب : وهم فيها ابن أبي مريم ، عن مالك ، عن ابن شهاب ، وإنما يرويها مالك في حديثه ، عن أبي الزناد .

وروى أبو داود من رواية زائدة ، وشريك - فرقهما - والنسائي من رواية سفيان بن عيينة ، كلهم عن عاصم بن كليب ، عن أبيه ، عن وائل بن حجر في صفة صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال فيه : ثم جئتهم بعد ذلك في زمان فيه برد شديد ، فرأيت الناس عليهم جل الثياب تحرك أيديهم تحت الثياب .

فقوله : ثم جئتهم إلى آخره ، ليس هو بهذا الإسناد ، وإنما أدرج عليه ، وهو من رواية عاصم ، عن عبد الجبار بن وائل ، عن بعض أهله ، عن وائل .

وهكذا رواه مبينا زهير بن معاوية ، وأبو بدر شجاع بن الوليد ; فميزا قصة تحريك الأيدي ، وفصلاها من الحديث ، وذكرا إسنادهما .

[ ص: 321 ] قال موسى بن هارون الحمال : ، وهما أثبت ممن يروي رفع الأيدي تحت الثياب ، عن عاصم ، عن أبيه ، عن وائل .

التالي السابق


الخدمات العلمية