صفحة جزء
[ ص: 348 ] فرع :

إذا رأيت حديثا بإسناد ضعيف فلك أن تقول هو ضعيف بهذا الإسناد ، ولا تقل ضعيف المتن لمجرد ضعف ذلك الإسناد ، إلا أن يقول إمام : إنه لم يرو من وجه صحيح ، أو إنه حديث ضعيف مفسرا ضعفه ، فإن أطلق ففيه كلام يأتي قريبا ، وإذا أردت رواية الضعيف بغير إسناد فلا تقل : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذا ، وما أشبه من صيغ الجزم ، بل قل : روي كذا ، أو بلغنا كذا ، أو ورد ، أو جاء ، أو نقل ، وما أشبهه ، وكذا ما تشك في صحته .


فرع

فيه مسائل تتعلق بالضعيف ( إذا رأيت حديثا بإسناد ضعيف ، فلك أن تقول : هو ضعيف بهذا الإسناد ، ولا تقل ضعيف المتن ) ، ولا ضعيف ، ولا تطلق ( لمجرد ضعف ذلك الإسناد ) ، فقد يكون له إسناد آخر صحيح ، ( إلا أن يقول إمام : إنه لم يرو من وجه صحيح ) ، أو ليس له إسناد يثبت به ، ( أو إنه حديث ضعيف : [ ص: 349 ] مفسرا ضعفه ، فإن أطلق ) الضعيف ، ولم يبين سببه ، ( ففيه كلام يأتي قريبا ) في النوع الآتي .

فوائد

الأولى : إذ قال الحافظ المطلع الناقد في حديث : لا أعرفه ، اعتمد ذلك في نفيه ، كما ذكر شيخ الإسلام .

فإن قيل : يعارض هذا ما حكي ، عن أبي حازم : أنه روى حديثا بحضرة الزهري ، فأنكره ، وقال : لا أعرف هذا ، فقيل له : أحفظت حديث رسول الله صلى الله عليه كله ؟ قال : لا ، قال : فنصفه ، قال : أرجو ، قال : اجعل هذا من النصف الذي لم تعرفه ، هذا وهو الزهري ، فما ظنك بغيره .

وقريب منه ما أسنده ابن النجار في " تاريخه " ، عن ابن أبي عائشة ، قال : تكلم شاب يوما عند الشعبي ، فقال الشعبي : ما سمعنا بهذا ، فقال الشاب : كل العلم سمعت ؟ قال : لا ، قال : فشطره ، قال : لا ، قال : فاجعل هذا في الشطر الذي لم تسمعه ، فألجم الشعبي .

قلنا : أجيب عن ذلك : بأنه كان قبل تدوين الأخبار في الكتب ، فكان إذ ذاك عند بعض الرواة ما ليس عند الحفاظ ، وأما بعد التدوين والرجوع إلى الكتب المصنفة ، فيبعد عدم الإطلاع من الحافظ الجهبذ على ما يورده غيره ، فالظاهر عدمه .

الثانية : ألف عمر بن بدر الموصلي - وليس من الحفاظ - كتابا في قولهم : " لم يصح شيء في هذا الباب " وعليه في كثير مما ذكره انتقاد .

[ ص: 350 ] الثالثة : قولهم هذا الحديث ليس له أصل ، أو لا أصل له .

قال ابن تيمية : معناه : ليس له إسناد .

( وإذا أردت رواية الضعيف بغير إسناد ، فلا تقل : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذا ، وما أشبهه من صيغ الجزم ) بأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاله ، ( بل قل : روي ) عنه ( كذا ، أو بلغنا ) عنه ( كذا ، أو ورد ) عنه ( ، أو جاء ) عنه كذا ( ، أو نقل ) عنه كذا ( ، وما أشبهه ) من صيغ التمريض ، كروى بعضهم ، ( وكذا ) تقول في ( ما تشك في صحته ) ، وضعفه ، أما الصحيح فاذكره بصيغة الجزم ، ويقبح فيه صيغة التمريض ، كما يقبح في الضعيف صيغة الجزم .

التالي السابق


الخدمات العلمية