صفحة جزء
[ ص: 379 ] فرع :

يقبل تعديل العبد والمرأة العارفين ، ومن عرفت عينه وعدالته وجهل اسمه احتج به .

وإذا قال : أخبرني فلان أو فلان ، وهما عدلان احتج به فإن جهل عدالة أحدهما أو قال : فلان أو غيره لم يحتج به .


فرع

في مسائل زادها المصنف على ابن الصلاح : ( يقبل تعديل العبد والمرأة العارفين ) لقبول خبرهما ، وبذلك جزم الخطيب في " الكفاية " ، والرازي ، والقاضي أبو بكر بعد أن حكى ، عن أكثر الفقهاء من أهل المدينة ، وغيرهم أنه لا يقبل في التعديل النساء ، لا في الرواية ، ولا في الشهادة ، واستدل الخطيب على القبول بسؤال النبي - صلى الله عليه وسلم - بريرة عن عائشة في قصة الإفك .

قال : بخلاف الصبي المراهق فلا يقبل تعديله إجماعا .

( ومن عرفت عينه وعدالته وجهل اسمه ) ، ونسبه ( احتج به ) ، وفي الصحيحين من ذلك كثير ، كقولهم : ابن فلان أو والد فلان ، وقد جزم بذلك الخطيب في " الكفاية " ، ونقله ، عن القاضي أبي بكر الباقلاني ، وعلله بأن الجهل باسمه لا يخل بالعلم بعدالته .

ومثله بحديث ثمامة بن حزن القشيري : سألت عائشة ، عن النبيذ فقالت : هذه خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لجارية حبشية ، فسلها ، الحديث .

[ ص: 380 ] ( وإذا قال : أخبرني فلان ، أو فلان ) على الشك ( وهما عدلان ، احتج به ) لأنه قد عينهما ، وتحقق سماعه لذلك الحديث من أحدهما ، وكلاهما مقبول ، قاله الخطيب .

ومثله بحديث شعبة ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي الزعراء ، أو عن زيد بن وهب أن سويد بن غفلة دخل على علي بن أبي طالب ، فقال : يا أمير المؤمنين : إني مررت بقوم يذكرون أبا بكر ، وعمر ، الحديث .

( فإن جهل عدالة أحدهما ، أو قال : فلان ، أو غيره ) ، ولم يسمه ( لم يحتج به ) ، لاحتمال أن يكون المخبر المجهول .

فائدة

وقع في " صحيح مسلم " أحاديث أبهم بعض رجالها ، كقوله في كتاب الصلاة : حدثنا صاحب لنا ، عن إسماعيل بن زكريا ، عن الأعمش ، وهذا في رواية ابن ماهان .

أما رواية الجلودي ففيها : حدثنا محمد بن بكار ، حدثنا إسماعيل .

وفيه أيضا : وحدثت عن يحيى بن حسان ، ويونس المؤدب ، فذكر حديث أبي هريرة : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نهض من الركعة الثانية استفتح القراءة بـ الحمد لله رب العالمين .

[ ص: 381 ] وقد رواه أبو نعيم في المستخرج من طريق محمد بن سهل بن عسكر ، عن يحيى بن حسان ، ومحمد بن سهل من شيوخ مسلم في صحيحه .

ورواه البزار ، عن أبي الحسن بن مسكين ، وهو ثقة ، عن يحيى بن حسان .

وفي الجنائز : حدثني من سمع حجاجا الأعور بحديث خروجه - صلى الله عليه وسلم - إلى البقيع .

وقد رواه عن حجاج غير واحد منهم الإمام أحمد ، ويوسف بن سعيد المصيصي ، وعنه أخرجه النسائي ، ووثقه .

وفي الجوائح : حدثني غير واحد من أصحابنا قالوا : حدثنا إسماعيل بن أبي أويس بحديث عائشة في الخصوم .

وقد رواه البخاري ، عن إسماعيل ، فهو أحد شيوخ مسلم فيه .

وفي الاحتكار : حدثني بعض أصحابنا ، عن عمرو بن عون ، ثنا خالد بن عبد الله .

وقد أخرجه أبو داود ، عن وهب بن بقية ، عن خالد ، ووهب من شيوخ مسلم في صحيحه .

وفي المناقب : حدثت عن أبي أسامة .

[ ص: 382 ] وممن روى ذلك عنه ، إبراهيم بن سعيد الجوهري ، حدثنا أبو أسامة بحديث أبي موسى : " إن الله إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيها " ، الحديث .

وقد رواه ، عن إبراهيم الجوهري ، عن أبي أسامة جماعة منهم : أبو بكر البزار ، ومحمد بن المسيب الأرغياني ، وأحمد بن فيل البالسي .

ورواه عن الأرغياني ابن خزيمة ، وإبراهيم المزكي ، وأبو أحمد الجلودي ، وغيرهم .

وفي القدر : حدثني عدة من أصحابنا ، عن سعيد بن أبي مريم بحديث أبي سعيد " لتركبن سنن من قبلكم " .

وقد وصله إبراهيم بن سفيان ، عن محمد بن يحيى ، عن ابن أبي مريم .

وأخرج في الجنائز حديث الزهري : حدثني رجال ، عن أبي هريرة بمثل حديث من شهد الجنازة .

وقد وصله قبل ذلك من حديث الزهري ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، ومن حديثه عن سعيد بن المسيب عنه .

وأخرج في الجهاد حديث الزهري ، قال : بلغني ، عن ابن عمر : نفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية .

وقد وصله قبل ذلك ، عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه ، ومن طريق نافع ، عن ابن عمر .

وأخرج فيه حديث هشام ، عن أبيه ، قال : أخبرت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : لقد حكمت فيهم بحكم الله .

وقد وصله من رواية أبي سعيد .

[ ص: 383 ] وأخرج في الصلاة حديث أيوب ، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة في السهو ، وفي آخره قال : وأخبرت ، عن عمران بن حصين أنه قال : وسلم .

والقائل ذلك ابن سيرين ، عن أبي هريرة ، كما رجحه الدارقطني .

وقد وصل لفظ السلام من طريق أبي المهلب ، عن عمران في حديث آخر .

وأخرج في اللعان حديث ابن شهاب : بلغنا أن أبا هريرة كان يحدث الحديث إن امرأتي ولدت غلاما أسود .

وهو متصل عنده من حديث الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة .

وعنده ، وعند البخاري من حديث ابن المسيب عنه .

فهذا ما وقع فيه من هذا النوع ، وقد تبين اتصاله .

التالي السابق


الخدمات العلمية