صفحة جزء
[ ص: 514 ] السادسة : شأن المتقنين التصحيح ، والتضبيب ، والتمريض . فالتصحيح كتابة " صح " على كلام صح رواية ومعنى ، وهو عرضة للشك أو الخلاف ، والتضبيب ، ويسمى التمريض أن يمد خط أوله كالصاد ولا يلزق بالممدود عليه ، يمد على ثابت نقلا فاسد لفظا أو معنى أو ضعيف أو ناقص ، ومن الناقص موضع الإرسال أو الانقطاع ، وربما اختصر بعضهم علامة التصحيح فأشبهت الضبة ، ويوجد في بعض الأصول القديمة في الإسناد الجامع جماعة معطوفا بعضهم على بعض علامة تشبه الضبة بين أسمائهم وليست ضبة وكأنها علامة اتصال .


[ ص: 514 ] ( السادسة : شأن المتقنين ) من الحذاق ( التصحيح ، والتضبيب ، والتمريض ) مبالغة في العناية بضبط الكتاب .

( فالتصحيح كتابة صح على كلام صح رواية ومعنى ، وهو عرضة للشك ) فيه ، ( أو الخلاف ) فيكتب ذلك الوجه ليعرف أنه لم يغفل عنه ، وأنه قد ضبط وصح على ذلك الوجه .

( والتضبيب ويسمى ) أيضا ( التمريض : أن يمد ) على الكلمة ( خط أوله كالصاد ) هكذا " ص " وفرق بين الصحيح والسقيم حيث كتب على الأول حرف كامل لتمامه ، وعلى الثاني حرف ناقص ، ليدل نقص الحرف على اختلاف الكلمة .

ويسمى ذلك ضبة لكون الحرف مقفلا بها ، لا يتجه لقراءة ، كضبة الباب يقفل بها . نقله ابن الصلاح عن أبي القاسم الإفليلي اللغوي .

( ولا يلزق ) التضبيب ( بالمدود عليه ) لئلا يظن ضربا ، وإنما ( يمد ) هذا التضبيب ( على ثابت نقلا فاسد لفظا أو معنى ) أو خطأ من الجهة العربية أو غيرها ، ( أو مصحف أو ناقص ) فيشار بذلك إلى الخلل الحاصل ، وأن [ ص: 515 ] الرواية ثابتة به ، لاحتمال أن يأتي من يظهر له فيه وجه صحيح ( ومن الناقص ) الذي يضبب عليه ( موضع الإرسال أو الانقطاع ) في الإسناد .

( وربما اختصر بعضهم علامة التصحيح ) فيكتبها هكذا " ص " ( فأشبهت الضبة .

ويوجد في بعض الأصول القديمة في الإسناد الجامع جماعة ) من الرواة في طبقة ( معطوفا بعضهم على بعض علامة تشبه الضبة ) فيما ( بين أسمائهم ) فيتوهم ، من لا خبرة له أنها ضبة ( وليست ضبة ، وكأنها علامة اتصال ) بينهم أثبتت تأكيدا للعطف خوفا من أن يجعل عن مكان الواو .

التالي السابق


الخدمات العلمية