صفحة جزء
[ ص: 519 ] الثامنة : غلب عليهم الاقتصار على الرمز في حدثنا وأخبرنا . وشاع بحيث لا يخفى ، فيكتبون من حدثنا : الثاء والنون والألف ، وقد تحذف الثاء ، ومن أخبرنا : أنا ، ولا يحسن زيادة الباء قبل النون وإن فعله البيهقي ، وقد يزاد راء بعد الألف ودال أول رمز حدثنا ، ووجدت الدال في خط الحاكم وأبي عبد الرحمن السلمي والبيهقي ، وإذا كان للحديث إسنادان ، أو أكثر كتبوا عند الانتقال من إسناد ح ولم يعرف بيانها عمن تقدم ، وكتب جماعة من الحفاظ موضعها صح ، فيشعر ذلك بأنها رمز صح ، وقيل : من التحويل من إسناد إلى إسناد ، وقيل : لأنها تحول بين الإسنادين فلا تكون من الحديث ولا يلفظ عندها بشيء ، وقيل : هي رمز إلى قولنا " الحديث " وإن أهل المغرب كلهم يقولون إذا وصلوا إليها : الحديث ، والمختار أن يقول حا ، ويمر .


( الثامنة : غلب عليهم الاقتصار ) في الخط ( على الرمز في حدثنا وأخبرنا ) ، لتكررها ( وشاع ) ذلك وظهر ( بحيث لا يخفى ) ولا يلتبس .

( فيكتبون من حدثنا الثاء والنون والألف ) ويحذفون الحاء والدال ، ( وقد تحذف الثاء ) أيضا ويقتصر على الضمير .

( و ) يكتبون ( من أخبرنا أنا ) أي الهمزة والضمير ( ولا تحسن زيادة الباء قبل النون وإن فعله البيهقي ) وغيره ، لئلا تلتبس برمز حدثنا .

[ ص: 520 ] ( وقد تزاد راء بعد الألف ) قبل النون أو خاء كما وجد في خط المغاربة ( و ) قد تزاد ( دال أول رمز حدثنا ) ويحذف الحاء فقط .

( ووجدت الدال ) المذكورة ( في خط الحاكم وأبي عبد الرحمن السلمي والبيهقي ) هكذا قال ابن الصلاح ، فالمصنف حاك كلامه ، أو رأى ذلك أيضا ، أو وجدت في كلامه مبنيا للمفعول .

تنبيه :

يرمز أيضا حدثني ، فيكتب ثني أو دثني ، دون أخبرني وأنبأنا وأنبأني ، وأما قال : فقال العراقي : منهم من يرمز لها بقاف ، ثم اختلفوا ، فبعضهم يجمعها مع أداة التحديث ، فيكتب قثنا يريد ، قال حدثنا .

قال : وقد توهم بعض من رآها هكذا أنها الواو التي تأتي بعد حاء التحويل ، وليس كذلك ، وبعضهم يفردها فيكتب قثنا وهذا اصطلاح متروك .

وقال ابن الصلاح : جرت العادة بحذفها خطا ولا بد من النطق بها حال القراءة ، وسيأتي ذلك في الفرع التاسع من النوع الآتي .

( وإذا كان للحديث إسنادان أو أكثر ) وجمعوا بينهما في متن واحد ( كتبوا عند الانتقال من إسناد إلى إسناد ح ) مفردة مهملة ( ولم يعرف بيانها ) أي بيان أمرها ( عمن تقدم . [ ص: 521 ] وكتب جماعة من الحفاظ ) كأبي مسلم الكجي ، وأبي عثمان الصابوني ( موضعها صح فيشعر ذلك بأنها رمز صح ) .

قال ابن الصلاح : وحسن إثبات صح هنا ; لئلا يتوهم أن حديث هذا الإسناد سقط ، ولئلا يركب الإسناد الثاني على الإسناد الأول فيجعلا إسنادا واحدا .

( وقيل ) هي حاء ( من التحويل من إسناد إلى إسناد ، وقيل ) هي حاء من حائل ( لأنها تحول بين إسنادين فلا تكون من الحديث ) كما قيل بذلك ( ولا يلفظ عندها بشيء ، وقيل هي رمز إلى قولنا " الحديث " ، وإن أهل المغرب كلهم يقولون إذا وصلوا إليها الحديث والمختار أنه يقول ) عند الوصول إليها ( حا ، ويمر ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية