صفحة جزء
[ ص: 595 ] فصل :

ولا ينبغي أن يقتصر على سماعه وكتبه دون معرفته وفهمه ، فليتعرف صحته وضعفه وفقهه ومعانيه ولغته وإعرابه وأسماء رجاله محققا كل ذلك ، معتنيا بإتقان مشكلها حفظا وكتابة مقدما الصحيحين ، ثم " سنن أبي داود " ، و " الترمذي " ، و " النسائي " ، ثم " السنن الكبرى " للبيهقي ، وليحرص عليه فلم يصنف مثله . ثم ما تمس الحاجة إليه . ثم من المسانيد " مسند أحمد " بن حنبل وغيره ، ثم من العلل كتابه ، وكتاب الدارقطني . ومن الأسماء " تاريخ البخاري " و " ابن أبي خيثمة " ، وكتاب ابن أبي حاتم . ومن ضبط الأسماء كتاب ابن ماكولا ، وليعتن بكتب غريب الحديث ، وشروحه ، وليكن الإتقان من شأنه ، وليذاكر بمحفوظه ، ويباحث أهل المعرفة .


( فصل :

ولا ينبغي ) للطالب ( أن يقتصر ) من الحديث ( على سماعه وكتبه دون معرفته وفهمه ) فيكون قد أتعب نفسه من غير أن يظفر بطائل ، ولا حصول في عداد أهل الحديث .

وقد قال أبو عاصم النبيل : الرياسة في الحديث بلا دراية رياسة نذلة .

قال الخطيب : هي اجتماع الطلبة على الراوي للسماع

[ منه ] عند علو سنه ؛ فإذا تميز الطالب بفهم الحديث ومعرفته تعجل بركة ذلك في شبيبته .

( فليتعرف صحته ) وحسنه ، ( وضعفه ، وفقهه ، ومعانيه ، ولغته ، وإعرابه ، وأسماء رجاله ، محققا كل ذلك ، معتنيا بإتقان مشكلها حفظا وكتابة مقدما ) في السماع والضبط ، والتفهم والمعرفة ( الصحيحين ، ثم سنن أبي داود ، والترمذي ، والنسائي ) وابن خزيمة ، وابن حبان ، ( ثم " السنن الكبرى " للبيهقي ، وليحرص عليه فلم يصنف ) في بابه ( مثله [ ص: 596 ] ثم ما تمس الحاجة إليه ، ثم من المسانيد ) ، والجوامع .

فأهم المسانيد ( مسند أحمد ، و ) يليه سائر المسانيد ( وغيره ) .

وأهم الجوامع الموطأ ، ثم سائر الكتب المصنفة في الأحكام ، ككتاب ابن جريج ، وابن أبي عروبة ، وسعيد بن منصور ، وعبد الرزاق ، وابن أبي شيبة ، وغيرهم .

( ثم من ) كتب ( العلل : كتابه ) أي أحمد ، ( وكتاب الدارقطني ومن ) كتب ( الأسماء : تاريخ البخاري ) الكبير ، ( و ) تاريخ ( ابن أبي خيثمة ، وكتاب ابن أبي حاتم ) في الجرح والتعديل .

( ومن ) كتب ( ضبط الأسماء : كتاب ابن ماكولا ، وليعتن بكتب غريب الحديث ، و ) كتب ( شروحه ) أي الحديث .

( وليكن الإتقان من شأنه ) بأن يكون كلما مر به اسم مشكل أو كلمة غريبة بحث عنها وأودعها قلبه ، وقد قال ابن مهدي : الحفظ الإتقان .

( وليذاكر بمحفوظه ويباحث أهل المعرفة ) فإن المذاكرة تعين على دوامه .

[ ص: 597 ] قال علي بن أبي طالب : تذاكروا هذا الحديث ؛ فإن لا تفعلوا يدرس .

وقال ابن مسعود : تذاكروا الحديث ، فإن حياته مذاكرته .

وقال ابن عباس : مذاكرة العلم ساعة خير من إحياء ليلة .

وقال أبو سعيد الخدري : مذاكرة الحديث أفضل من قراءة القرآن .

وقال الزهري : آفة العلم النسيان ، وقلة المذاكرة ، رواهما البيهقي في " المدخل " .

وليكن حفظه له بالتدريج قليلا قليلا ؛ ففي الصحيح : خذوا من الأعمال ما تطيقون .

وقال الزهري : من طلب العلم جملة فاته جملة ، وإنما يدرك العلم حديث وحديثان .

التالي السابق


الخدمات العلمية