صفحة جزء
[ ص: 619 ] وأما النزول فضد العلو ؛ فهو خمسة أقسام تعرف من ضدها ، وهو مفضول مرغوب عنه على الصواب ، وهو قول الجمهور ، وفضله بعضهم على العلو ؛ فإن تميز بفائدة فهو مختار .


( وأما النزول فضد العلو فهو خمسة أقسام ) أيضا ( تعرف من ضدها ) ، فكل قسم من أقسام العلو ضده قسم من أقسام النزول ، ( وهو مفضول مرغوب عنه على الصواب ، وهو قول الجمهور ) .

قال ابن المديني : النزول شؤم .

وقال ابن معين : الإسناد النازل قرحة في الوجه .

( وفضله بعضهم على العلو ) حكاه ابن خلاد عن بعض أهل النظر ، لأن الإسناد كلما زاد عدده زاد الاجتهاد فيه ، فيزداد الثواب فيه .

قال ابن الصلاح : وهذا مذهب ضعيف ، ضعيف الحجة .

[ ص: 620 ] قال ابن دقيق العيد : لأن كثرة المشقة ليست مطلوبة لنفسها ، ومراعاة المعنى المقصود من الرواية وهو الصحة أولى .

( فإن تميز ) الإسناد النازل ( بفائدة ) كزيادة الثقة في رجاله على العالي ، أو كونهم أحفظ أو أفقه ، أو كونه متصلا بالسماع ، وفي العالي حضور أو إجازة أو مناولة ، أو تساهل بعض رواته في الحمل ونحو ذلك ( فهو مختار ) .

قال وكيع لأصحابه : الأعمش أحب إليكم عن أبي وائل ، عن عبد الله ، أم سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ؟ فقالوا : الأعمش عن أبي وائل أقرب ؛ فقال : الأعمش شيخ ، وأبو وائل شيخ ، وسفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، فقيه ، عن فقيه ، عن فقيه ، عن فقيه .

قال ابن المبارك : ليس جودة الحديث قرب الإسناد ، بل جودة الحديث صحة الرجال .

وقال السلفي : الأصل الأخذ عن العلماء ، فنزولهم أولى من العلو عن الجهلة على مذهب المحققين من النقلة ، والنازل حينئذ هو العالي في المعنى عند النظر والتحقيق .

قال ابن الصلاح : ليس هذا من قبيل العلو المتعارف إطلاقه بين أهل الحديث ، [ ص: 621 ] وإنما هو علو من حيث المعنى .

قال شيخ الإسلام : ولابن حبان تفصيل حسن ، وهو أن النظر إن كان للسند فالشيوخ أولى ، وإن كان للمتن فالفقهاء .

التالي السابق


الخدمات العلمية