صفحة جزء
[ ص: 661 ] النوع السابع والثلاثون :

معرفة المزيد في متصل الأسانيد ، ومثاله ما روى ابن المبارك قال : حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن يزيد ، حدثني بسر بن عبيد الله قال : سمعت أبا إدريس قال : سمعت واثلة يقول : سمعت أبا مرثد يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا تجلسوا على القبور " ؛ فذكر سفيان وأبي إدريس زيادة وهم ؛ فالوهم في سفيان ممن دون ابن المبارك لأن ثقات رووه عن ابن المبارك عن ابن يزيد ، ومنهم من صرح فيه بالإخبار ، وفي أبي إدريس من ابن المبارك لأن ثقات رووه عن ابن يزيد فلم يذكروا أبا إدريس ، ومنهم من صرح بسماع بسر من واثلة .

وصنف الخطيب في هذا كتابا في كثير منه نظر ؛ لأن الخالي عن الزائد إن كان بحرف ( عن ) ، فينبغي أن يجعل منقطعا ، وإن صرح فيه بسماع أو إخبار احتمل أن يكون سمعه من رجل عنه ثم سمعه منه إلا أن توجد قرينة تدل على الوهم . ويمكن أن يقال الظاهر ممن له هذا أن يذكر السماعين ؛ فإذا لم يذكرهما حمل على الزيادة .


( النوع السابع والثلاثون : معرفة المزيد في متصل الأسانيد ومثاله ما روى ) عبد الله ( بن المبارك قال : حدثنا سفيان ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، حدثني بسر بن عبيد الله ) بضم الموحدة ، وبالمهملة ، وأبوه مصغرة ، ( قال : سمعت أبا إدريس ) الخولاني ( قال : سمعت واثلة ) بن الأسقع ، ( يقول : سمعت أبا مرثد ) الغنوي ، ( يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا تجلسوا على القبور " ) : ولا تصلوا إليها .

( فذكر سفيان وأبي إدريس ) في هذا الإسناد ( زيادة وهم ، فالوهم في سفيان ممن دون ابن المبارك لأن ثقات رووه عن ابن المبارك ، عن ابن يزيد ) نفسه ؛ منهم : ابن مهدي ، وحسن بن الربيع ، وهناد بن السري وغيرهم .

( ومنهم من صرح فيه بالإخبار ) بينهما ، ( و ) الوهم ( في أبي إدريس من ابن المبارك لأن ثقات رووه عن ابن يزيد ) ، عن بسر ، عن واثلة ، ( فلم يذكروا أبا [ ص: 662 ] إدريس ) ، منهم : علي بن حجر ، والوليد بن مسلم ، وعيسى بن يونس ، وغيرهم .

( ومنهم من صرح ) فيه بالإخبار ( بسماع بسر من واثلة ) ، وقد حكم الأئمة على ابن المبارك بالوهم في ذلك ، كالبخاري وغيره .

وقال أبو حاتم الرازي : وكثيرا ما يحدث بسر عن أبي إدريس فغلط ابن المبارك ، وظن أن هذا مما روي عن أبي إدريس ، عن واثلة ، وقد سمع هذا بسر من واثلة نفسه ، ثم الحديث على الوجهين عند مسلم والترمذي .

( وصنف الخطيب في هذا ) النوع ( كتابا ) سماه : " تمييز المزيد في متصل الأسانيد " ، ( في كثير منه نظر لأن ) الإسناد ( الخالي عن ) الراوي ( الزائد إن كان بحرف عن ) ونحوها مما لا يقتضي الاتصال ؛ ( فينبغي أن يجعل منقطعا ) ويعل بالإسناد الذي ذكر فيه الراوي الزائد ، لأن الزيادة من الثقة مقبولة ( وإن صرح فيه بسماع أو إخبار ) أو تحديث ( احتمل أن يكون سمعه من رجل عنه ثم سمعه منه ) ، اللهم ( إلا أن توجد قرينة تدل على الوهم ) كما ذكره أبو حاتم في المثال السابق .

( ويمكن أن يقال ) أيضا ( الظاهر ممن وقع له هذا [ ص: 663 ] أن يذكر السماعين ؛ فإذا لم يذكرهما حمل على الزيادة ) المذكورة .

التالي السابق


الخدمات العلمية