صفحة جزء
[ ص: 663 ] النوع الثامن والثلاثون :

المراسيل الخفي إرسالها هو فن مهم عظيم الفائدة ، يدرك بالاتساع في الرواية وجمع الطرق مع المعرفة التامة . وللخطيب فيه كتاب وهو ما عرف إرساله لعدم اللقاء أو السماع ، ومنه ما يحكم بإرساله لمجيئه من وجه آخر بزيادة شخص ، وهذا القسم مع النوع السابق يعترض بكل واحد منهما على الآخر وقد يجاب بنحو ما تقدم .


( النوع الثامن والثلاثون ، المراسيل الخفي إرسالها ) أي انقطاعها ، ( هو فن مهم عظيم الفائدة يدرك بالاتساع في الرواية وجمع الطرق ) للأحاديث ، ( مع المعرفة التامة ، وللخطيب فيه كتاب ) سماه : " التفصيل لمبهم المراسيل " .

وأصل الإرسال ، ظاهر : كرواية الرجل عمن لم يعاصره ، كرواية القاسم بن محمد عن ابن مسعود ، ومالك عن ابن المسيب .

وخفي : وهو المذكور هاهنا .

( وهو ما عرف إرساله لعدم اللقاء ) لمن روى عنه مع المعاصرة ، ( أو ) لعدم ( السماع ) مع ثبوت اللقاء ، أو لعدم سماع ذلك الخبر بعينه مع سماع غيره ، ويعرف ما ذكر إما بنص بعض الأئمة عليه ، أو بوجه صحيح ؛ كإخباره عن نفسه بذلك ، في بعض طرق الحديث ونحو ذلك .

كحديث رواه ابن ماجه من رواية عمر بن عبد العزيز ، عن عقبة بن عامر ، مرفوعا : رحم الله حارس الحرس .

[ ص: 664 ] فإن عمر لم يلق عقبة ، كما قال المزي في الأطراف .

وكأحاديث أبي عبيدة ، عن أبيه ، عن عبد الله بن مسعود ؛ فقد روى الترمذي أن عمرو بن مرة قال لأبي عبيدة : هل تذكر من عبد الله شيئا ؟ قال : لا .

( ومنه ما يحكم بإرساله لمجيئه من وجه آخر بزيادة شخص ) بينهما كحديث رواه عبد الرزاق ، عن سفيان الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن زيد بن يثيغ ، عن حذيفة مرفوعا : إن وليتموها أبا بكر فقوي أمين .

فهو منقطع في موضعين ؛ لأنه روى عن عبد الرزاق قال : حدثني النعمان بن أبي شيبة ، عن الثوري .

وروى أيضا عن الثوري ، عن شريك ، عن أبي إسحاق .

( وهذا القسم مع النوع السابق ) وهو المزيد في متصل الأسانيد ( يعترض بكل منهما على الآخر ) ، لأنه ربما كان الحكم للزائد ، وربما كان للناقص ، والزائد وهم ، وهو يشتبه على كثير من أهل الحديث ، ولا يدركه إلا النقاد ، ( وقد يجاب بنحو ما تقدم ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية