صفحة جزء
[ ص: 719 ] النوع الثالث والأربعون :

معرفة الإخوة : هو إحدى معارفهم أفرده بالتصنيف ابن المديني ثم النسائي ، ثم السراج وغيرهم .

مثال الأخوين في الصحابة : عمر وزيد ، ابنا الخطاب ، وعبد الله وعتبة ، ابنا مسعود .

ومن التابعين : عمرو وأرقم ابنا شرحبيل . وفي الثلاثة : علي وجعفر وعقيل بنو أبي طالب . وسهل وعباد وعثمان بنو حنيف . وفي غير الصحابة عمرو وعمر وشعيب بنو شعيب . وفي الأربعة : سهيل ، وعبد الله ، ومحمد ، وصالح بنو أبي صالح . وفي الخمسة : سفيان ، وآدم ، وعمران ، ومحمد ، بنو عيينة ، حدثوا كلهم . وفي الستة : محمد ، وأنس ، ويحيى ، ومعبد ، وحفصة ، وكريمة بنو سيرين . وذكر بعضهم خالدا بدل كريمة . وروى محمد عن يحيى عن أنس عن أنس بن مالك حديثا ، وهذه لطيفة غريبة ثلاثة إخوة روى بعضهم عن بعض . وفي السبعة : نعمان ، ومعقل ، وعقيل ، وسويد ، وسنان ، وعبد الرحمن ، وسابع لم يسم ، بنو مقرن صحابة مهاجرون لم يشاركهم أحد ، وقيل : شهدوا الخندق .


( النوع الثالث والأربعون : معرفة الإخوة ) والأخوات ( هو إحدى معارفهم أفرده بالتصنيف ) علي ( ابن المديني ، ثم النسائي ، ثم ) أبو العباس ( السراج ، وغيرهم ) كمسلم وأبي داود .

[ ص: 720 ] ومن فوائده : أنه لا يظن من ليس بأخ أخا عند الاشتراك في اسم الأب .

( مثال الأخوين في الصحابة : عمر وزيد ابنا الخطاب ) هذا المثال مزيد على ابن الصلاح .

( وعبد الله وعتبة ابنا مسعود ) .

وزيد ويزيد ابنا ثابت .

وعمرو وهشام ابنا العاص .

( ومن التابعين : عمرو وأرقم ابنا شرحبيل ) كلاهما من أفاضل أصحاب ابن مسعود .

ثم قال ابن الصلاح : هزيل بن شرحبيل وأرقم أخوان آخران من أصحابه أيضا .

واعترض بأن جعله أرقم اثنين أحدهما أخو عمرو والآخر أخو هزيل ليس بصحيح ، وإنما اختلف أهل التاريخ والأنساب في أن الثلاثة إخوة ، أو ليس عمرو أخا لهما ، فذهب ابن عبد البر إلى الأول .

[ ص: 721 ] والصحيح الذي عليه الجمهور الثاني أن أرقم وهزيلا أخوان فقط ، وهو الذي اقتصر عليه البخاري وابن أبي حاتم ، وحكاه عن أبيه وعن أبي زرعة وابن حبان والحاكم .

وجزم به المزي في التهذيب ، ورد على ابن عبد البر بأن عمرو بن شرحبيل همداني وأرقم وهزيل أوديان ، ولا يجتمع همدان في أود .

فما ذكره ابن الصلاح لا يتأتى على قول الجمهور ، ولا قول ابن عبد البر .

وكذلك ما صنعه المصنف وإن حذف هزيلا ، لأنه على قول ابن عبد البر يعد في الثلاثة لا في الأخوين .

( و ) مثاله ( في الثلاثة ) في الصحابة ( علي ، وجعفر ، وعقيل بنو أبي طالب ) هذا المثال مزيد على ابن الصلاح .

( وسهل ، وعثمان ، وعباد ) بالفتح والتشديد ( بنو حنيف .

وفي غير الصحابة ) في التابعين : أبان ، وسعيد ، وعمرو أولاد عثمان .

وبعدهم ( عمرو ) بالفتح ، ( وعمر ) بالضم ، ( وشعيب بنو شعيب ) بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص .

( و ) مثاله ( في الأربعة ) من الصحابة عبد الرحمن ، ومحمد ، وعائشة ، وأسماء أولاد أبي بكر الصديق ، ذكره البلقيني .

[ ص: 722 ] وفي التابعين : عروة ، وحمزة ، ويعقوب ، والعفار أولاد المغيرة بن شعبة .

وبعدهم ( سهيل ، وعبد الله ، ومحمد ، وصالح بنو أبي صالح ) السمان .

وأما قول ابن عدي : إنه ليس في ولد أبي صالح محمد ، وإنما هم سهيل ويحيى وعباد وعبد الله وصالح .

فوهم كما قال العراقي : حيث أبدل محمدا بيحيى ، وجعل عبادا وعبد الله اثنين ، وإنما هو لقبه .

( و ) مثاله ( في الخمسة ) لم أقف عليه في الصحابة ، وفي التابعين : موسى ، وعيسى ، ويحيى ، وعمران ، وعائشة أولاد طلحة بن عبيد الله .

وبعدهم ( سفيان ، وآدم ، وعمران ، ومحمد ، وإبراهيم بنو عيينة حدثوا كلهم ) وأجلهم سفيان .

وقيل : إنهم عشرة إلا في الخمسة الآخرين لم يحدثوا ، وسمي منهم أحمد ومخلد .

( و ) مثاله ( في الستة ) لم أقف عليه في الصحابة ، وفي التابعين : ( محمد ، وأنس ، ويحيى ، ومعبد ، وحفصة ، وكريمة بنو سيرين ) هكذا سماهم ابن معين والنسائي والحاكم .

( وذكر بعضهم ) وهو أبو علي الحافظ ( خالدا بدل كريمة ) .

[ ص: 723 ] وزاد ابن سعد فيهم عمرة ، وسودة .

قال العراقي : ولا رواية لهما ، فلا يردان .

وفي المعارف لابن قتيبة : ولد لسيرين ثلاثة وعشرون ولدا من أمهات الأولاد .

( وروى محمد ) بن سيرين ، ( عن ) أخيه ( يحيى ، عن ) أخيه ( أنس ، عن ) مولاه ( أنس بن مالك حديثا ) وهو : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لبيك حجا حقا تعبدا ورقا " .

أخرجه الدارقطني في العلل من رواية هشام بن حسان عنه .

( وهذه لطيفة غريبة : ثلاثة إخوة روى بعضهم عن بعض ) في إسناد واحد ، وذكر ابن طاهر أن هذا الحديث رواه محمد ، عن أخيه يحيى ، عن أخيه سعيد ، عن أخيه أنس ، وهو في جزء أبي الغنائم النرسي فعلى هذا اجتمعوا أربعة في إسناد .

( و ) مثاله ( في السبعة : النعمان ، ومعقل ، وعقيل ، وسويد وسنان ، وعبد [ ص: 724 ] الرحمن ، وسابع لم يسم ) كذا قال ابن الصلاح .

وقد سماه ابن فتحون في ذيل الاستيعاب : عبد الله ( بنو مقرن ) وكلهم ( صحابة مهاجرون لم يشاركهم أحد ) في هذه المكرمة من كونهم سبعة هاجروا ، وصحبوا ، ( وقيل : شهدوا الخندق ) .

ومثاله في التابعين : سالم ، وعبد الله ، وعبيد الله ، وحمزة ، وورش ، وواقد ، وعبد الرحمن أولاد عبد الله بن عمر .

تنبيهات

أحدها : ما ذكره ابن الصلاح ، من كون بني مقرن سبعة .

اعترض عليه بأن ابن عبد البر زاد فيهم ضرارا ونعيما ، وحكى غيره أن أولاد مقرن عشرة ، فالمثال الصحيح أولاد عفراء : معاذ ، ومعوذ ، وأنس ، وخالد ، وعاقل ، وعامر ، وعوف ، كلهم شهدوا بدرا .

الثاني : أن قوله لم يشاركهم أحد في الهجرة والصحبة والعدد ، ذكره أيضا ابن عبد البر وجماعة .

واعترض بأولاد الحارث بن قيس السهمي ، كلهم هاجروا وصحبوا ، وهم سبعة أو تسعة : بشر ، وتميم ، والحارث ، والحجاج ، والسائب ، وسعيد ، وعبد الله ، ومعمر ، وأبو قيس ، وهم أشرف نسبا في الجاهلية والإسلام من بني مقرن .

وزادوا عليهم بأن استشهد منهم سبعة في سبيل الله .

[ ص: 725 ] الثالث : مثال الثمانية في الصحابة : أسماء ، وحمران ، وخراش ، وذؤيب ، وسلمة ، وفضالة ، ومالك ، وهند بنو حارثة بن سعد ، شهدوا بيعة الرضوان بالحديبية ، ولم يشهد البيعة أحد بعدهم .

وفي التابعين : أولاد سعد بن أبي وقاص : مصعب ، وعامر ، ومحمد ، وإبراهيم ، وعمرة ، ويحيى ، وإسحاق ، وعائشة .

ومثال التسعة في الصحابة : أولاد الحارث المتقدمين .

وفي التابعين أولاد أبي بكرة : عبد الله ، وعبيد الله ، وعبد الرحمن ، وعبد العزيز ، ومسلم ، ورواد ، ويزيد ، وعتبة ، وكبشة .

ومثال العشرة من الصحابة ، أولاد العباس : عبد الله ، وعبيد الله ، وعبد الرحمن ، والفضل ، وقثم ، ومعبد ، وعون ، والحارث ، وكثير ، وتمام ، وهو أصغرهم .

قال ابن عبد البر : لكل ولد العباس رؤية والصحبة للفضل وعبد الله .

وفي التابعين : أولاد أنس الذين رووا فقط : النضر ، وموسى ، وعبيد الله ، وزيد ، وأبو بكر ، وعمر ، ومالك ، وثمامة ومعبد

ومثال الاثنى عشر في الصحابة ، أولاد عبد الله بن أبي طلحة : إبراهيم ، وإسحاق ، وإسماعيل ، وزيد ، وعبد الله ، وعمارة ، وعمر ، وعميرة ، والقاسم ، ومحمد ، ويعقوب ، ومعمر .

ومثال الثلاثة عشر أو الأربعة عشر أولاد العباس المذكور ، وله أربع إناث أو ثلاث : أم كلثوم ، وأم حبيب ، وأميمة ، وأم تميم .

التالي السابق


الخدمات العلمية