صفحة جزء
[ ص: 790 ] النوع الثالث والخمسون :

المؤتلف والمختلف : هو فن جليل يقبح جهله بأهل العلم ، لا سيما أهل الحديث ، ومن لم يعرفه يكثر خطؤه ، وهو ما يتفق في الخط دون اللفظ ، وفيه مصنفات أحسنها وأكملها " الإكمال " لابن ماكولا ، وأتمه ابن نقطة . وهو منتشر لا ضابط في أكثره وما ضبط قسمان :

أحدهما : على العموم ، كسلام كله مشدد إلا خمسة : والد عبد الله بن سلام ، ومحمد بن سلام البخاري ، الصحيح تخفيفه . وقيل : " مشدد " وسلام بن محمد بن ناهض ، وسماه الطبراني سلامة ، وجد محمد بن عبد الوهاب بن سلام المعتزلي الجبائي ، قال المبرد : ليس في كلام العرب سلام مخفف إلا والد عبد الله بن سلام الصحابي ، وسلام بن أبي الحقيق ، قال وزاد آخرون سلام بن مشكم ، خمار في الجاهلية ، والمعروف تشديده .

" عمارة " ليس فيهم بكسر العين إلا أبي بن عمارة الصحابي ، ومنهم من ضمه ، ومن عداه جمهورهم بالضم ، وفيهم جماعة بالفتح وتشديد الميم .

" كريز " بالفتح في خزاعة وبالضم في عبد شمس وغيرهم . " حزام " بالزاي في قريش وبالراء في الأنصار . " العيشيون " بالمعجمة بصريون وبالمهملة مع الموحدة كوفيون ومع النون شاميون غالبا . " أبو عبيدة " كله بالضم . " السفر " بفتح الفاء كنية وبإسكانها في الباقي . " عسل " بكسر ثم إسكان إلا عسل بن ذكوان الأخباري بفتحهما . " غنام " كله بالمعجمة والنون إلا والد علي بن عثام فبالمهملة والمثلثة . " قمير " كله مضموم إلا امرأة مسروق فبالفتح . " مسور " كله مكسور مخفف الواو إلا ابن يزيد الصحابي ، وابن عبد الملك اليربوعي فبالضم والتشديد . " الجمال " كله بالجيم في الصفات إلا هارون بن عبد الله الحمال فبالحاء ، وجاء في الأسماء أبيض بن حمال ، وحمال بن مالك بالحاء وغيرهما . " الهمداني " بالإسكان والمهملة في المتقدمين أكثر وبالفتح والمعجمة في المتأخرين أكثر . عيسى بن أبي عيسى " الحناط " بالمهملة والنون وبالمعجمة مع الموحدة ومع المثناة من تحت ، كلها جائزة ، وأولها أشهر ، ومثله " مسلم الخياط " فيه الثلاثة .


( النوع الثالث والخمسون : المؤتلف والمختلف ) من الأسماء والألقاب والأنساب ونحوها ( هو فن جليل يقبح جهله بأهل العلم ، لا سيما أهل الحديث ، ومن لم يعرفه يكثر خطؤه ) ، ويفضح بين أهله .

( وهو ما يتفق في الخط دون اللفظ ، وفيه مصنفات ) لجماعة من الحفاظ ، وأول من صنف فيه عبد الغني بن سعيد ، ثم شيخه الدارقطني وتلاهما الناس ، ولكن ( أحسنها وأكملها : الإكمال ، لابن ماكولا ) .

قال ابن الصلاح : على إعواز فيه .

[ ص: 791 ] قال المصنف ( وأتمه ) الحافظ أبو بكر ( بن نقطة ) بذيل مفيد ، ثم ذيل على ابن نقطة الحافظ جمال الدين بن الصابوني ، والحافظ منصور بن سليم ، ثم ذيل عليهما الحافظ علاء الدين بن مغلطاي ، بذيل كبير ، وجمع فيه الحافظ أبو عبد الله الذهبي مجلدا ، سماه : " مشتبه النسبة " ، فأجحف في الاختصار ، واعتمد على ضبط القلم ، فجاء شيخ الإسلام أبو الفضل بن حجر فألف " تبصير المنتبه بتحرير المشتبه " ، فضمنه وحرره وضبطه بالحروف ، واستدرك ما فاته في مجلد ضخم ، وهو أجل كتب هذا النوع وأتمها .

( وهو ) أي هذا النوع ( منتشر ، لا ضابط في أكثره ) ، وإنما يضبط بالحفظ تفصيلا ، ( وما ضبط ) منه ( قسمان ) :

( أحدهما : على العموم ) من غير اختصاص بكتاب ( كسلام ، كله مشدد ، إلا خمسة :

والد عبد الله بن سلام ) الإسرائيلي الصحابي .

( ومحمد بن سلام ) بن الفرج البيكندي ( شيخ البخاري ، الصحيح تخفيفه ) كما روي عنه ، ولم يحك الخطيب وابن ماكولا والدارقطني وغنجار غيره .

[ ص: 792 ] ( وقيل : ) هو ( مشدد ) حكاه صاحب المطالع ، وجزم به ابن أبي حاتم وأبو علي الجياني .

قال ابن الصلاح : والأول أثبت .

قال العراقي : وكأن من شدد التبس عليه بشخص آخر عليه يسمى محمد بن سلام بن السكن البيكندي الصغير ، فإنه بالتشديد .

( وسلام بن محمد بن ناهض ) المقدسي ( وسماه الطبراني سلامة ) بزيادة هاء .

( وجد محمد بن عبد الوهاب بن سلام المعتزلي الجبائي ، قال المبرد ) في كامله : ( ليس في كلام العرب سلام مخفف إلا والد عبد الله بن سلام الصحابي ، وسلام بن أبي الحقيق .

قال : وزاد آخرون : سلام بن مشكم ) بتثليث الميم ، فيما حكي ( خمار ) كان ( في الجاهلية ، والمعروف تشديده ) .

[ ص: 793 ] قال شيخ الإسلام ، ويؤيد التخفيف قول أبي سفيان بن حرب يمدحه :


سقاني فرواني كميتا مدامة على ظمأ مني سلام بن مشكم

قال العراقي : وبقي أيضا سلام ابن أخت عبد الله بن سلام ، صحابي عده ابن فتحون .

وسعد بن جعفر بن سلام السيدي ، روى عن ابن البطي ، ذكره ابن نقطة .

ومحمد يعقوب بن إسحاق بن محمد بن سلام النسفي ، روى عن زاهر بن أحمد ذكره الذهبي .

وأما سلمة بن سلام أخو عبد الله بن سلام ، فلا يعد رابعا لأن أباهما ذكر .

( عمارة ، ليس فيهم بكسر العين إلا أبي بن عمارة الصحابي ) ممن صلى للقبلتين ، حديثه عند أبي داود والحاكم .

( ومنهم من ضمه ) ، ومنهم من قال فيه : ابن عبادة .

وقال أبو حاتم : صوابه أبو أبي .

[ ص: 794 ] ( ومن عداه جمهورهم بالضم ) ذكر الجمهور زيادة من المصنف عن ابن الصلاح ، لأنه عمم الضم .

فاعترض عليه بما زاده المصنف أيضا في قوله : ( وفيهم جماعة بالفتح وتشديد الميم ) .

فمن الرجال : عمارة ، أحد أجداد ثعلبة والد يزيد وعبد الله وبحاث .

وأحد أجداد عبد الله بن زياد البلوي .

وجد عبد الله بن مدرك بن القمقام وغيرهم .

ومن النساء عمارة بنت عبد الوهاب الحمصية .

وعمارة بنت نافع بن عمر الجمحي وغيرهما .

( كريز ، بالفتح ) وكسر الراء مكبرا ( في خزاعة ، وبالضم ) مصغرا ( في عبد شمس وغيرهم ) ، خلافا لما حكاه الجياني عن محمد بن وضاح ، من تخصيصه بهم

قال ابن الصلاح : ولا يستدرك في المفتوح بأيوب بن كريز الراوي عن عبد الله بن غنم ، لكون عبد الغني ذكره بالفتح ، لأنه بالضم ، كذا ذكره الدارقطني وغيره .

[ ص: 795 ] ( حزام ، بالزاي ) والحاء المهملة المكسورة ( في قريش ، وبالراء ) وفتح الحاء ( في الأنصار ) .

قال العراقي : قد يتوهم من هذا أنه لا يقع الأول إلا في قريش ، ولا الثاني إلا في الأنصار ، وليس مرادا ، بل المراد أن ما وقع من ذلك في قريش يكون بالزاي ، وفي الأنصار يكون بالراء ، وقد ورد الأمران في عدة قبائل غيرهما ، فوقع بالزاي في خزاعة ، وبني عامر بن صعصعة وغيرهما ، وبالراء في بلى ، وخثعم ، وجذام ، وتميم بن مر ، وفي خزاعة أيضا ، وفي عذرة ، وبني فزارة ، وهذيل ، وغيرهم ، كما بينه ابن ماكولا وغيره .

( العيشيون ، بالمعجمة ) قبلها تحتية ، وأوله عين مهملة ( بصريون ) منهم : عبد الرحمن بن المبارك .

( وبالمهملة مع الموحدة ، كوفيون ) منهم : عبيد الله بن موسى .

( و ) بالمهملة ( مع النون ، شاميون ) منهم : عمير بن هانئ ، وبلال بن سعد التابعيان ، قال ذلك الخطيب والحاكم ، وزاد ، وبالقاف أوله وبالمهملة بطن من تميم .

وقال المصنف كابن الصلاح ( غالبا ) فإن عمار بن ياسر عنسي ، مع أنه [ ص: 796 ] معدود في أهل الكوفة .

وعبارة ابن ماكولا والسمعاني : وعظم عنس في الشام ، وعامة العيش في البصرة .

( أبو عبيدة ) بالهاء ( كلهم بالضم ) .

قال الدارقطني : لا نعلم أحدا يكنى أبا عبيدة بالفتح .

( السفر ، بفتح الفاء كنية ، وبإسكانها في الباقي ) أي الأسماء .

قال ابن الصلاح : ومن المغاربة من سكن الفاء من أبي السفر سعيد بن محمد ، وذلك خلاف ما يقوله أهل الحديث .

قال العراقي : ولهم في الأسماء والكنى سقر ، بسكون القاف ، وقد يرد ذلك على إطلاقه ولهم أيضا شقر : بفتح المعجمة والقاف .

ولم يظهر لي وجه الإيراد .

( عسل ) كله ( بكسر ) العين ( ثم إسكان ) السين المهملة ( إلا عسل بن ذكوان الأخباري ) البصري ( بفتحهما ) ذكره الدارقطني وغيره .

قال ابن الصلاح : [ ص: 797 ] ووجدته بخط أبي منصور الأزهري بالكسر والإسكان ، ولا أراه ضبطه .

( غنام ، كله بالمعجمة ) المفتوحة ، ( والنون ) المشددة ، ( إلا والد علي بن عثام ) بن علي العامري الكوفي ( فبالمهملة والمثلثة ) وحفيده أيضا .

( قمير ، كله مضموم ) مصغر ( إلا امرأة مسروق ) بن الأجدع ( فبالفتح ) وكسر الميم ، بنت عمرو .

( مسور ، كله مكسور ) الميم ، ساكن السين ( مخفف الواو ) المفتوحة ( إلا ابن يزيد الصحابي ، وابن عبد الملك اليربوعي ، فبالضم والتشديد ) للواو المفتوحة .

قال العراقي : لم يذكر ابن ماكولا بالتشديد إلا ابن يزيد فقط ، ولم يستدركه ابن نقطة ولا من ذيل عليه ، وذكر البخاري في " التاريخ الكبير " ابن عبد الملك في باب مسور بن مخرمة ، وهذا يدل على أنه عنده مخفف ، وذكر مع ابن يزيد مسور بن مرزوق ، وهو يدل على أنه عنده بالتشديد .

( الجمال ، كله بالجيم في الصفات ) منهم : محمد بن مهران الجمال شيخ الشيخين ( إلا هارون بن عبد الله الحمال فبالحاء ) كان بزازا فلما تزهد حمل .

[ ص: 798 ] وحكى ابن الجارود عن ابنه موسى الحافظ أنه كان حمالا فتحول إلى البز .

وقال الخليلي وابن الفلكي : لقب به لكثرة ما حمل من العلم .

قال ابن الصلاح : ولا أراه يصح .

واستدرك العراقي على هذا الحصر بنان بن محمد الحمال الزاهد ، سمع من يونس بن عبد الأعلى وغيره ، ورافع بن نصر الحمال ، سمع من أبي عمر بن محمد ، وأحمد بن محمد الحمال ، أحد شيوخ أبي النرسي .

قال المصنف زيادة على ابن الصلاح لبيان ما احترز عنه بقوله في الصفات : ( وجاء في الأسماء أبيض بن حمال ) المازني السبائي ، صحابي ، عداده في أهل اليمن ، حديثه في السنن .

( وحمال بن مالك ) الأسدي شهد القادسية ( بالحاء وغيرهما .

الهمداني ، بالإسكان ) في الميم ( والمهملة ) بعدها ، نسبة إلى قبيلة همدان ( في المتقدمين أكثر ) منه في المتأخرين منه .

فيهم أبو العباس بن عقدة ، وجعفر بن علي الهمداني من أصحاب السلفي .

( وبالفتح والمعجمة ) نسبة إلى البلد ، ( في المتأخرين أكثر ) منه في المتقدمين .

[ ص: 799 ] قال الذهبي : الصحابة ، والتابعون ، وتابعوهم من القبيلة ، وأكثر المتأخرين من المدينة . ولا يمكن استيعاب هؤلاء ولا هؤلاء .

وسيأتي أنه لم يقع في الصحيحين والموطأ من الثاني شيء .

( عيسى بن أبي عيسى ) ميسرة الغفاري أبو موسى ( الحناط ، بالمهملة ، والنون ) نسبة إلى بيع ‌‌الحنطة .

( وبالمعجمة مع الموحدة ) نسبة إلى بيع الخبط الذي تأكله الإبل .

( و ) بالمعجمة ( مع المثناة من تحت ) نسبة إلى الخياطة ( كلها جائزة ) فيه لأنه باشر الثلاثة .

قال ابن سعد : كان يقول : أنا حناط وخياط وخباط ، كلا قد عالجته .

( وأولها أشهر ، ومثله ، مسلم ) بن أبي مسلم ( الخياط ، وفيه الثلاثة ) ولكن الثاني أشهر فيه ، ومثل هذا يؤمن فيه الغلط ، ويكون اللافظ فيه مصيبا كيف نطق .

التالي السابق


الخدمات العلمية