صفحة جزء
[ ص: 191 ] الثاني : إذا كان راوي الحديث متأخرا عن درجة الحافظ الضابط ، مشهورا بالصدق والستر فروي حديثه من غير وجه قوي وارتفع من الحسن إلى الصحيح .


الثاني : ( إذا كان راوي الحديث متأخرا عن درجة الحافظ الضابط ) مع كونه ( مشهورا بالصدق والستر ) وقد علم أن من هذا حاله فحديثه حسن ( فروي حديثه من غير وجه ) ولو وجها واحدا آخر كما يشير إليه تعليل ابن الصلاح ( قوي ) بالمتابعة وزال ما كنا نخشاه عليه من جهة سوء الحفظ ، وانجبر بها ذلك النقص اليسير ، ( وارتفع ) حديثه ( من ) درجة ( الحسن إلى ) درجة ( الصحيح ) .

قال ابن الصلاح : مثاله حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة " .

فمحمد بن عمرو بن علقمة من المشهورين بالصدق والصيانة ، لكن لم يكن من أهل الإتقان ، حتى ضعفه بعضهم من جهة سوء حفظه ، ووثقه بعضهم لصدقه [ ص: 192 ] وجلالته ، فحديثه من هذه الجهة حسن ، فلما انضم إلى ذلك كونه روي من أوجه أخر حكمنا بصحته ، والمتابعة في هذا الحديث ليست لمحمد عن أبي سلمة بل لأبي سلمة عن أبي هريرة ، فقد رواه عنه أيضا الأعرج ، وسعيد المقبري ، وأبوه وغيرهم .

ومثل غير ابن الصلاح بحديث البخاري عن أبي بن العباس بن سهل بن سعد عن أبيه عن جده في ذكر خيل النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن أبيا هذا ضعفه - لسوء حفظه - أحمد وابن معين والنسائي ، وحديثه حسن ، لكن تابعه عليه أخوه عبد المهيمن فارتقى إلى درجة الصحة .

التالي السابق


الخدمات العلمية