الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الأثار

الحازمي - أبو بكر محمد بن موسى الحازمي الهمذاني

صفحة جزء
[ ص: 484 ] ذكر أحاديث تدل على رفع وجوب الهجرة

أخبرنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر ، عن أبي منصور محمد بن الحسين بن أحمد ، حدثنا القاسم بن أبي المنذر ، أخبرنا علي بن بحر القطان ، أخبرنا محمد بن يزيد ، حدثنا محمد بن يحيى ، حدثنا الحسن بن الربيع ، عن عبد الله بن إدريس ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن مجاهد ، عن عبد الرحمن بن صفوان ، أو صفوان بن عبد الرحمن القرشي قال : لما كان يوم فتح مكة جاء بأبيه فقال : يا رسول الله اجعل لأبي نصيبا في الهجرة فقال : إنها لا هجرة . فانطلق مذلا فدخل على العباس ، فقال : قد عرفتني ؟ قال : أجل . فخرج العباس في قميص له ليس عليه رداء ، فقال : يا رسول الله ، قد عرفت فلانا والذي بيننا وبينه ، جاء بأبيه ليبايعك على الهجرة ! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : إنه لا هجرة . فقال العباس : أقسمت عليك . قال : فمد النبي - صلى الله عليه وسلم - يده فمس يده وقال : أبررت عمي ولا هجرة

قال ابن ماجه : قال محمد بن يحيى ، قال الحسن بن الربيع ، قال ابن إدريس ، قال يزيد بن أبي زياد : يعني لا هجرة من دار قد أسلم أهلها .

أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن أحمد بن محمد ، عن أبي العباس أحمد بن عبد الغفار بن أشتة ، أخبرنا محمد بن أبي نصر الفقيه ، أخبرنا أبو القاسم اللخمي ، حدثنا إسحاق ، أخبرنا عبد الرزاق ، أخبرنا ابن جريج ، أخبرنا عطاء ، عن عائشة ، قالت : لا هجرة بعد الفتح ، إنما كانت الهجرة قبل الفتح حين يهاجر الرجل بدينه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأما حين كان الفتح فحيث ما شاء الرجل عبد الله لا يضيع .

وأخبرنا سفيان بن أبي عبد الله الثوري ، أخبرنا إبراهيم ، أخبرنا منصور ، أخبرنا أبو بكر بن المقري ، وذكر خبر ابن عباس ، قال علي : إن [ ص: 485 ] الهجرة إنما كانت واجبة إلى أن فتح الله على نبيه مكة ، ثم زال فرضها .

ثبت عن ابن عباس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال يوم الفتح : لا هجرة ولكن جهاد ونية ، وإذا استنفرتم فانفروا .

أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن حيدر بن أبي القاسم القزويني ، أخبرنا محمد بن الفضل بن أحمد ، أخبرنا عبد الغافر بن محمد التاجر ، أخبرنا محمد بن عيسى ، أخبرنا إبراهيم بن محمد ، أخبرنا مسلم ، حدثنا يحيى بن يحيى وإسحاق بن إبراهيم ، قالا : أخبرنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح - فتح مكة - : لا هجرة ؛ ولكن جهاد ونية ، وإذا استنفرتم فانفروا .

هذا حديث صحيح ثابت ، وله طرق في الصحاح .

أخبرنا أبو موسى الحافظ ، أخبرنا أحمد بن العباس ، أخبرنا محمد بن عبد الله الضبي ، أخبرنا سليمان بن أحمد ، حدثنا محمد بن عبد الرحيم بن نمير المصري ، حدثنا سعيد بن عفير ، حدثنا الليث ، عن عقيل ، ورشدين عن عقيل وقرة بن عبد الرحمن ، عن ابن شهاب ، عن عمرو بن عبد الرحمن بن [ ص: 486 ] يعلى بن أمية ، أن أباه أخبره أن يعلى قال : قلت : يا رسول الله ، بايع أبي على الهجرة . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أبايعه على الجهاد ؛ فقد انقطعت الهجرة .

رواه عبد الرحمن بن إسحاق ، عن الزهري ، عن عمرو بن عبد الرحمن بن أمية ، عن أبيه يعلى نحوه ، وزاد : وقد انقطعت الهجرة يوم الفتح .

أخبرني الفضل بن القاسم بن الفضل ، أخبرنا الحسن بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن عبد الله ، حدثنا سليمان بن أحمد ، حدثنا يحيى بن أيوب العلاف ، حدثنا سعيد ابن مريم ، أخبرنا يحيى بن أيوب وسليمان بن بلال أو أحدهما ، عن عبد الرحمن بن حرملة ، عن محمد بن إياس بن سلمة بن الأكوع ، أن أباه حدثه : أن سلمة بن الأكوع قدم المدينة ، فلقيه بريدة بن الحصيب فقال : ارتددت عن هجرتك يا سلمة ؟ فقال : معاذ الله ، إني في إذن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ابدءوا يا أسلم ، فشموا الرياح واسكنوا الشعاب ، فقالوا : نخاف أن يغير ذلك هجرتنا . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أنتم مهاجرون حيث كنتم .

التالي السابق


الخدمات العلمية