الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الأثار

الحازمي - أبو بكر محمد بن موسى الحازمي الهمذاني

صفحة جزء
[ ص: 536 ] ذكر سبب النهي عن قتل حيات البيوت

أخبرنا أبو منصور شهردار بن شيرويه الحافظ قراءة عليه ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن زنجويه الفقيه ، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد الحافظ ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدثنا ابن نمير ، حدثنا عبيد الله ، عن صيفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : وجد رجل في منزله حية فأخذ رمحه فشكها فلم تمت الحية حتى مات الرجل ، فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : إن معكم عوامر ؛ فإذا رأيتم منها شيئا فحرجوا عليه ثلاثا ، فإن رأيتموه بعد ذلك فاقتلوه .

أخبرني عبد الله بن أحمد بن محمد من أصله العتيق ، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن يوسف ، أخبرنا أبو عمرو ، أخبرنا أبو بكر الشافعي ، أخبرنا إسحاق بن الحسن ، حدثنا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك ، عن صيفي هو مولى ابن أفلح ، أخبرني أبو السائب مولى هشام بن زهرة ، أنه دخل على أبي سعيد الخدري في بيته ، قال : فوجدته يصلي فجلست أنتظره حتى يقضي صلاته ، فسمعت تحريكا في عراجين ناحية البيت فالتفت فإذا حية فوثبت لأقتلها ، فأشار إلي أن أجلس فجلست ، فلما انصرف أشار إلى بيت في الدار ، فقال : أترى هذا البيت ؟ فقلت : نعم . قال : كان فيه فتى منا حديث عهد بعرس ، قال : فخرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الخندق ، فكان الفتى يستأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأنصاف النهار ويرجع [ ص: 537 ] إلى أهله ، فاستأذنه يوما فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : خذ عليك سلاحك ؛ فإني أخشى عليك قريظة . فأخذ الرجل سلاحه ثم رجع ، فإذا امرأته بين الناس قائمة فأهوى إليها بالرمح ليطعنها به ، وأصابته غيرة ، فقالت له : اكفف عليك رمحك ، وادخل البيت حتى تنظر ما الذي أخرجني فدخل ، فإذا بحية عظيمة منطوية على الفراش فأهوى إليها بالرمح فانتظمها به ، ثم خرج فركزه في الدار ، فاضطربت الحية ، فما يدرى أيهما كان أسرع موتا الحية أم الفتى ؟ قال : فجئنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرنا ذلك له ، وقلنا : ادع الله يحييه لنا . فقال : استغفروا لصاحبكم . ثم قال : إن بالمدينة جنا قد أسلموا ، فإذا رأيتم منهم شيئا فآذنوه ثلاثة أيام ، فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه ، فإنما هو شيطان .

هذا حديث صحيح ثابت ، وله طرق في الصحاح .

التالي السابق


الخدمات العلمية