الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الأثار

الحازمي - أبو بكر محمد بن موسى الحازمي الهمذاني

صفحة جزء
الوجه التاسع عشر : أن يكون أحد الراويين لم يضطرب لفظه ، والآخر قد اضطرب لفظه ، فيرجح خبر من لم يضطرب لفظه ؛ لأنه يدل على حفظه وضبطه وسوء حفظ صاحبه ، مثاله حديث ابن عمر : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يرفع يديه إذا كبر ، وإذا ركع ، وإذا رفع رأسه من الركوع .

فهذا حديث يروى عن ابن عمر من غير وجه ، وممن رواه الزهري عن سالم ، [ ص: 72 ] ولم يختلف عليه فيه ، ولا اضطراب في متنه ، فكان أولى بالمصير إليه من حديث البراء بن عازب : أن رسول الله كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه إلى قريب من أذنيه ثم لا يعود ؛ لأن هذا الحديث يعرف بيزيد بن [ ص: 73 ] أبي زياد ، وقد اضطرب فيه . قال سفيان بن عيينة : كان يزيد يروي هذا الحديث ولا يذكر فيه : ثم لا يعود ، ثم دخلت الكوفة فرأيت يزيد بن أبي زياد يرويه ، وقد زاد فيه : ثم لا يعود ، وكان لقن فتلقن .

التالي السابق


الخدمات العلمية