نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
قال : ( فإن خضب رأسه بحناء فعليه دم ) ; لأنه طيب . قال عليه الصلاة والسلام { الحناء طيب }وإن صار ملبدا فعليه دمان دم للتطيب ودم للتغطية ( ولو خضب رأسه بالوسمة لا شيء عليه ) ; لأنها ليست بطيب . وعن أبي يوسف رحمه الله أنه إذا خضب رأسه بالوسمة لأجل المعالجة من الصداع فعليه الجزاء باعتبار أنه يغلف رأسه ، وهذا هو الصحيح ، ثم ذكر محمد في الأصل رأسه ولحيته ، واقتصر على ذكر الرأس في الجامع الصغير فدل أن كل واحد منهما مضمون ( فإن ادهن بزيت فعليه دم عند أبي حنيفة رحمه الله . وقالا : عليه [ ص: 232 ] الصدقة ) وقال الشافعي رحمه الله : إذا استعمله في الشعر فعليه دم لإزالة الشعث ، وإن استعمله في غيره فلا شيء عليه لانعدامه . ولهما أنه من الأطعمة إلا أن فيه ارتفاقا بمعنى قتل الهوام وإزالة الشعث فكانت جناية قاصرة . ولأبي حنيفة رحمه الله أنه أصل الطيب ولا يخلو عن نوع طيب ، ويقتل الهوام ويلين الشعر ، ويزيل التفث والشعث فتتكامل الجناية بهذه الجملة فتوجب الدم ; وكونه مطعوما لا ينافيه كالزعفران ، وهذا الخلاف في الزيت البحت والخل البحت . أما المطيب منه كالبنفسج والزنبق ، وما أشبههما يجب باستعماله الدم بالاتفاق ; لأنه طيب ، وهذا إذا استعمله على وجه التطيب ( ولو داوى به جرحه أو شقوق رجليه فلا كفارة عليه ) ; لأنه ليس بطيب في نفسه إنما هو أصل الطيب أو هو طيب من وجه فيشترط استعماله على وجه التطيب ، بخلاف ما إذا تداوى بالمسك وما أشبهه


الحديث الأول : قال عليه السلام : " { الحناء طيب }" ; قلت : أخرجه البيهقي في " كتاب المعرفة في الحج " عن ابن لهيعة عن بكر بن عبد الله بن الأشج عن خولة بنت [ ص: 232 ] حكيم عن أمها { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال لأم سلمة : لا تطيبي وأنت محرمة ، ولا تمسي الحناء ، فإنه طيب } ، انتهى .

قال البيهقي : إسناده ضعيف ، فإن ابن لهيعة لا يحتج به انتهى ، وأخرجه الطبراني في " معجمه " عن ابن لهيعة عن بكر بن عبد الله بن الأشج عن [ ص: 233 ] خولة عن أم سلمة ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لا تطيبي وأنت محرمة ، ولا تمسي [ ص: 234 ] الحناء فإنه طيب }انتهى . وعزاه السروجي في " الغاية " إلى النسائي ، ولفظه : { نهى [ ص: 235 ] المعتدة عن التكحل ، والدهن ، والخضاب بالحناء } ، وقال { : الحناء طيب } ، انتهى . وأعاده المصنف في " باب العدة " بزيادة .

التالي السابق


الخدمات العلمية