نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
[ ص: 222 - 227 ] ( والحدث والجنابة فيه سواء ) وكذا الحيض والنفاس ، لما روي { أن قوما جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : إنا قوم نسكن هذه الرمال ، ولا نجد الماء شهرا أو شهرين ، وفينا الجنب والحائض والنفساء ، فقال عليه الصلاة والسلام عليكم بأرضكم }.


الحديث الثالث : روي { أن قوما جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : إنا قوم [ ص: 228 ] نسكن الرمال ، ولا نجد الماء شهرا أو شهرين ، وفينا الجنب ، والحائض ، والنفساء ، فقال عليه السلام : عليكم بأرضكم } ، قلت : رواه أحمد في " مسنده " والبيهقي في " سننه " وكذلك إسحاق بن راهويه في " مسنده " من حديث المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة { أن ناسا من أهل البادية أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : إنا نكون بالرمال الأشهر الثلاثة والأربعة ، ويكون فينا الجنب ، والنفساء ، والحائض ، ولسنا نجد الماء ، فقال عليه السلام : عليكم بالأرض ، ثم ضرب بيده على الأرض لوجهه ضربة واحدة ، ثم ضرب ضربة أخرى ، فمسح بها على يديه إلى المرفقين }انتهى .

قال في " الإمام " : قال أحمد ، والدارمي : المثنى بن الصباح لا يساوي شيئا ، وقال النسائي : متروك الحديث انتهى .

ورواه أبو يعلى الموصلي في " مسنده " من حديث ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب به ، وابن لهيعة أيضا : ضعيف ، وله طريق آخر ، رواه الطبراني في " معجمه الوسط " حدثنا أحمد بن محمد البزار الأصبهاني ثنا الحسن بن حماد الحضرمي ثنا وكيع بن الجراح عن إبراهيم بن يزيد عن سليمان الأحول عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة فذكره ، وقال : لا يعلم لسليمان الأحول عن سعيد بن المسيب غير هذا الحديث ، وقد روي عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن سعيد به انتهى .

( أحاديث الباب ) : روى البخاري . ومسلم من حديث عمران بن حصين { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا معتزلا لم يصل مع القوم ، فقال : ما منعك يا فلان أن تصلي في القوم ؟ فقال : يا رسول الله أصابتني جنابة ، ولا ماء ، فقال : عليك بالصعيد فإنه يكفيك ، }انتهى . أخرجاه مختصرا ومطولا .

{ حديث آخر } : أخرجه أبو داود عن { عمرو بن العاص ، قال : احتلمت في ليلة باردة ، وأنا في غزوة ذات السلاسل ، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك فتيممت ، ثم صليت بأصحابي الصبح ، ثم أخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فضحك ولم يقل شيئا }. ورواه الحاكم ، وقال : على شرط الشيخين ، وفيه كلام طويل ذكرناه في أحاديث الكشاف ، وفي رواية { أن عمرا احتلم فغسل مغابنه ، وتوضأ وضوءه للصلاة ، ثم صلى }بهذا الحديث ، رواها الحاكم ، ثم البيهقي .

وقال الحاكم أيضا : على شرط الشيخين ، قال : وعندي أنهما [ ص: 229 ] عللاه بالرواية الأولى " يعني لاختلافهما " وهي قصة واحدة ، قال : ولا تعلل رواية التيمم رواية الوضوء ، فإن أهل مصر أعرف بحديثهم من أهل البصرة " يعني أن رواية الوضوء يرويها مصري عن مصري ، والتيمم بصري عن مصري " ، قال البيهقي : ويحتمل أن التيمم ، والوضوء وقعا ، فغسل ما أمكنه ، وتوضأ ، وتيمم للباقي وقال النووي في " الخلاصة " : وهذا الذي قاله البيهقي ، متعين . والحاصل أن الحديث حسن ، أو صحيح انتهى . .

أحاديث التيمم للجنازة .

روى ابن عدي في " الكامل " من حديث اليمان بن سعيد عن وكيع عن معافى بن عمران عن مغيرة بن زياد عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { إذا فجئتك الجنازة وأنت على غير وضوء ، فتيمم }انتهى .

قال ابن عدي : هذا مرفوعا غير محفوظ ، والحديث موقوف على ابن عباس انتهى . وقال ابن الجوزي في " التحقيق " قال أحمد : مغيرة بن زياد : ضعيف الحديث ، حدث بأحاديث مناكير ، وكل حديث رفعه ، فهو منكر انتهى .

وقال البيهقي في " المعرفة " : المغيرة بن زياد ضعيف ، وغيره يرويه عن عطاء لا يسنده عن ابن عباس ، هكذا رواه عبد الملك بن جريج عن عطاء موقوفا ، وقد رواه اليمان بن سعيد عن وكيع عن معافى بن عمران عن مغيرة ، فارتقى درجة أخرى ، فبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم ، واليمان بن سعيد : ضعيف ، ورفعه خطأ فاحش انتهى .

ورواه ابن أبي شيبة في " مصنفه " حدثنا عمر بن أيوب الموصلي عن مغيرة بن زياد عن عطاء عن ابن عباس ، قال : إذا خفت أن تفوتك الجنازة وأنت على غير وضوء ، فتيمم وصل انتهى .

ورواه الطحاوي في " شرح الآثار " ورواه النسائي في " كتاب الكنى " عن المعافى بن عمران عن مغيرة به موقوفا ، وأخرج ابن أبي شيبة نحوه عن عكرمة . وعن إبراهيم النخعي . وعن الحسن ، وأخرج عن الشعبي " فصل عليها على غير وضوء " ، وروى البيهقي من طريق الدارقطني ثنا الحسين بن إسماعيل ثنا محمد بن عمر . وابن أبي مذعور ثنا عبد الله بن نمير ثنا إسماعيل بن مسلم عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنه أتي بجنازة ، وهو على غير وضوء ، فتيمم وصلى عليها ، انتهى .

قال البيهقي : وهذا لا أعلمه إلا من هذا الوجه ، ويشبه أن يكون خطأ ، فإن كان محفوظا فيحتمل أنه كان في سفر ، وإن كان الظاهر بخلافه ، والله أعلم انتهى كلامه .

التالي السابق


الخدمات العلمية