نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
قال : ( ومهر مثلها يعتبر بأخواتها وعماتها وبنات أعمامها ) لقول ابن مسعود رحمه الله : لها مهر مثل نسائها لا وكس فيه ولا شطط وهن أقارب الأب ، ولأن الإنسان من جنس قوم أبيه وقيمة الشيء إنما تعرف بالنظر في قيمة جنسه ( ولا يعتبر بأمها وخالتها إذا لم تكونا من قبيلتها ) لما بينا ( فإن كانت الأم من قوم أبيها بأن كانت بنت عمه فحينئذ يعتبر بمهرها ) لما أنها من قوم أبيها ( ويعتبر في مهر المثل أن تتساوى المرأتان في السن والجمال والمال والعقل والدين والبلد والعصر ) ; لأن مهر المثل يختلف باختلاف هذه الأوصاف ، وكذا يختلف باختلاف الدار والعصر قالوا ويعتبر التساوي أيضا في البكارة ; لأنه يختلف بالبكارة والثيوبة .


[ ص: 374 ] الحديث الثاني : قال عليه السلام : " { لها مهر مثل نسائها }" ; قلت : أخرجه الأئمة الأربعة في " سننهم " عن سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة ، واللفظ للترمذي ; قال : { سئل ابن مسعود عن رجل تزوج امرأة ، ولم يفرض لها صداقا ، ولم يدخل بها حتى [ ص: 375 ] مات ، فقال ابن مسعود : لها مثل صداق نسائها ، لا وكس ولا شطط ، وعليها العدة ، ولها الميراث ، فقام معقل بن سنان الأشجعي ، فقال : قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بروع بنت واشق امرأة منا مثل ما قضيت ، ففرح بها ابن مسعود }انتهى .

قال الترمذي : حديث حسن صحيح ; وروي عن الشافعي أنه رجع بمصر ، وقال بحديث بروع انتهى .

وأخرجه النسائي عن زائدة بن قدامة عن منصور به ، وقال : فقام رجل من أشجع ، ولم يسمه ، وأخرجه أيضا عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن علقمة عن عبد الله بنحوه ، وقال : فقام أناس من أشجع ، ولم يسمهم ، وبهذا السند رواه الحاكم في " المستدرك " ، وقال : صحيح على شرط مسلم ; وأخرجه أبو داود أيضا عن قتادة عن خلاس ، وأبي حسان عن عبد الله بن عتبة بن مسعود { أن ابن مسعود أتي في رجل تزوج امرأة ولم يفرض لها صداقا ، فمات عنها ، ولم يدخل بها ، فقال : أقول : إن لها صداقا كصداق نسائها ، لا وكس ولا شطط ، ولها الميراث ، وعليها العدة ، فإن يك صوابا فمن [ ص: 376 ] الله وإن يك خطأ فمني ومن الشيطان ، والله ورسوله بريئان ، فقام ناس من أشجع فيهم الجراح ، وأبو سنان ، فقالوا : نشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في بروع بنت واشق وإن زوجها هلال بن مرة الأشجعي كما قضيت ، قال : ففرح ابن مسعود فرحا شديدا حين وافق قضاؤه قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم }انتهى .

وبهذا السند والمتن رواه أحمد في " مسنده " ، قال الدارقطني في " كتاب العلل " : أحسن أسانيده حديث قتادة ، إلا أنه لم يحفظ اسم الراوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى .

ورواه ابن أبي شيبة في " مصنفه " ، وأحمد في " مسنده " ; ومن طريق أحمد رواه الحاكم في " المستدرك " وقال : صحيح [ ص: 377 ] على شرط الشيخين .

وعن ابن أبي شيبة رواه ابن ماجه في " سننه " بسنده ومتنه ، سواء ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن فراس عن الشعبي عن مسروق عن عبد الله ، وسموه معقل بن سنان الأشجعي ، ورواه البيهقي في " سننه " .

وقال : قال الشافعي : لم أحفظه من وجه يثبت ، فمرة يقال : معقل بن سنان ، ومرة يقال معقل بن يسار ، ومرة عن بعض أشجع ، ولا يسمى ، قال البيهقي : وهذا الاختلاف لا يؤثر في [ ص: 378 ] الحديث ، فإن جميع هذه الروايات إسنادها صحيح ، وفي بعضها ما دل على أن جماعة من أشجع شهدوا بذلك ، فإن بعض الرواة سمى واحدا ، وبعضهم سمى آخر ، وبعضهم سمى اثنين ، وبعضهم لم يسم ، وبمثله لا يرد الحديث ، ولولا ثقة من رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم لما [ ص: 379 ] كان لفرح عبد الله بن مسعود بروايته معنى ، وهذا عبد الرحمن بن مهدي إمام من أئمة الحديث ، قد رواه ، وذكر سنده ، وقال : هذا إسناد صحيح ، وقد سمى فيه معقل بن سنان ، وهو صحابي مشهور ، ورواه يزيد بن هارون وهو أحد الحفاظ مع عبد الرحمن بن مهدي وغيره بإسناد صحيح . وذكر سنده انتهى كلامه . ورواه محمد بن الحسن في " كتاب الآثار " حدثنا أبو حنيفة عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم النخعي عن عبد الله بن مسعود ، فذكره . وسماه معقل بن يسار الأشجعي .

التالي السابق


الخدمات العلمية