نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
( وإن كان من أهل الشهادة وهي أمة كافرة أو محدودة في قذف أو كانت ممن لا يحد قاذفها ) بأن كانت صبية أو مجنونة أو زانية ، ( فلا حد عليه ولا لعان ) لانعدام أهلية الشهادة ، وعدم الإحصان في جانبها وامتناع اللعان لمعنى من جهتها فيسقط الحد كما إذا صدقته . والأصل في ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : { أربعة لا لعان بينهم وبين أزواجهم اليهودية والنصرانية تحت المسلم والمملوكة تحت الحر والحرة تحت المملوك }ولو كانا محدودين في قذف فعليه الحد ; لأن امتناع اللعان من جهته إذ هو ليس من أهله .


[ ص: 511 ] الحديث الأول :

قال عليه السلام : { أربعة لا لعان بينهم وبين أزواجهم : اليهودية ، [ ص: 512 ] والنصرانية تحت المسلم ، والمملوكة تحت الحر ، والحرة تحت المملوك }; قلت : أخرجه ابن ماجه في " سننه " عن ابن عطاء عن أبيه عطاء الخراساني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { أربعة من النساء لا ملاعنة بينهم : النصرانية تحت المسلم ، واليهودية تحت المسلم ، والمملوكة تحت الحر ، والحرة تحت المملوك }انتهى .

وأخرجه الدارقطني في " سننه " عن عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي عن عمرو بن شعيب به ، وقال : عن جده عبد الله بن عمرو مرفوعا : { أربعة ليس بينهم لعان : ليس بين الحر والأمة لعان ، وليس بين الحرة والعبد لعان ، وليس بين المسلم واليهودية لعان ، وليس بين المسلم والنصرانية لعان }انتهى . قال الدارقطني : والوقاصي متروك الحديث ، ثم أخرجه عن عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه عن عمرو بن شعيب به ، قال : وعثمان بن عطاء الخراساني ضعيف الحديث جدا ، وتابعه يزيد بن زريع عن عطاء ، وهو ضعيف أيضا ، وروى عن الأوزاعي ، وابن جريج وهما إمامان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، قوله : ولم يرفعاه ، ثم أخرجه كذلك موقوفا ، ثم أخرجه عن عمار بن مطر ثنا حماد بن عمرو عن زيد بن رفيع عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عتاب بن أسيد : أن لا لعان بين أربع } ، فذكر نحوه ، قال : وعمار بن مطر ، وحماد بن عمرو ، وزيد بن رفيع ضعفاء انتهى .

وقال البيهقي في المعرفة : هذا حديث رواه عثمان بن عطاء ، ويزيد بن زريع الرملي عن عطاء الخراساني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { أربعة لا ملاعنة بينهم : النصرانية تحت المسلم } ، إلى آخره ، قال : وعطاء الخراساني معروف بكثرة الغلط ، وابنه عثمان ، وابن زريع ضعيفان ; ورواه عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي عن عمرو بن شعيب به ، وهو متروك الحديث ، ضعفه يحيى بن معين ، وغيره من الأئمة ; ورواه عمار بن مطر عن حماد بن عمرو عن زيد بن رفيع عن عمرو بن شعيب ; وعمار بن مطر ; وحماد بن عمرو ، [ ص: 513 ] وزيد بن رفيع ضعفاء ; وروى عن ابن جريج ، والأوزاعي وهما إمامان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده موقوفا ; وفي ثبوته موقوفا أيضا نظر ، فإن راويه عن ابن جريج ، والأوزاعي عمرو بن هارون ، وليس بالقوي ; ورواه يحيى بن أبي أنيسة أيضا عن عمرو بن شعيب به موقوفا ، وهو متروك ، ونحن إنما نحتج بروايات عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده إذا كان الراوي عنه ثقة ، وانضم إليه ما يؤكده ولم نجد لهذا الحديث طريقا صحيحا إلى عمرو ، والله أعلم انتهى كلامه .

التالي السابق


الخدمات العلمية