نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
[ ص: 514 - 515 ] ( وهو خاطب إذا أكذب نفسه ) عندهما وقال أبو يوسف رحمه الله : هو تحريم مؤبد لقوله عليه الصلاة والسلام : { المتلاعنان لا يجتمعان أبدا }نص على التأبيد ، ولهما أن الإكذاب رجوع والشهادة بعد الرجوع لا حكم لها ، ولا يجتمعان ما داما متلاعنين ، ولم يبق التلاعن ولا حكمه بعد الإكذاب فيجتمعان .


[ ص: 515 ] الحديث الثالث : قال عليه السلام : { المتلاعنان لا يجتمعان أبدا }; قلت : رواه أبو داود في " سننه " حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح ثنا ابن وهب عن عياض بن عبد الله الفهري ، وغيره عن ابن شهاب عن سهل بن سعد في هذا الخبر ، قال : { فطلقها ثلاث تطليقات ، فأنفذه رسول الله }صلى الله عليه وسلم { قال سهل : حضرت هذا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فمضت السنة بعد في المتلاعنين أن يفرق بينهما ، ثم لا يجتمعان أبدا }انتهى .

{ حديث آخر } : أخرجه الدارقطني في " سننه " عن فروة بن أبي المغراء ثنا أبو معاوية عن محمد بن زيد عن سعيد بن جبير عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { المتلاعنان إذا تفرقا لا يجتمعان أبدا }انتهى . قال صاحب " التنقيح " : إسناده جيد .

{ حديث آخر } : أخرجه الدارقطني أيضا عن عبد الرحمن بن هانئ عن أبي مالك عن عاصم عن زر عن علي ، وعبد الله ، قالا : { مضت السنة أن لا يجتمع المتلاعنان أبدا }انتهى .

قال في " التنقيح " : عبد الرحمن بن هانئ هو ، أبو نعيم النخعي ; وقد أخرجه أحمد ، وابن معين ، وغيرهما انتهى .

وروى عبد الرزاق في " مصنفه " المتلاعنان لا يجتمعان أبدا ، موقوفا على عمر ، وابن مسعود ، وعلي ; ورواه ابن أبي شيبة في " مصنفه " موقوفا على عمر ، وابن عمر ، وابن مسعود لم يروياه مرفوعا أصلا .

التالي السابق


الخدمات العلمية